لم يفاجئني موقف الأمير مشعل بن عبدالله الأخير تجاه نادي الوحدة، كما لم تثر استغرابي مؤازرته فريق الاتحاد في مهمته الآسيوية وتحمله عناء التواجد في الملعب من أجل ذلك. إذ إن دعم سموه للشباب والرياضيين لم يكن وليد اليوم أو اللحظة، بل هو دأب مألوف وعادة لم تنقطع، بعد أن أسبغ من اهتمامه على الكثير من الأندية وساهم في استقرارها ووصولها إلى مكانة مرموقة ومميزة حين حفها بعنايته الخاصة ودعمه الكبير. حديث سموه الصادق أول أمس عن الوحدة تسلل إلى قلوب الرياضيين سريعا وحرك شجونهم، ليس من أجل الفرسان فحسب، بل نظير الاهتمام الذي يوليه رياضيي المنطقة وعشاق كرة القدم وبقية الرياضات الأخرى. وأتذكر جيدا ما قاله سموه تجاه هذا الأمر منذ البداية، فقد عزز اهتمام القيادة الرشيدة بهذه الشريحة على وجه التحديد وشدد على الرهان عليها في النهوض بالوطن والولاء الدائم له. كانت مواقفه وما زالت شاهدة على رؤيته الثاقبة لهذا القطاع على نحو خاص، فقد ساهم كثيرا في إنقاذ مارد الجنوب (نجران) من الأزمات التي عصفت به وكادت تمضي به إلى دوري الدرجة الأولى، لولا الدعم الخاص الذي قدمه لإدارات النادي المختلفة وتصديه للكثير من المآزق التي هددت استقرار النادي، كما أن الدعم الذي حظي به الهلال من سموه في أوقات مختلفة، ثم الاتحاد والوحدة في الفترة الأخيرة يعكس ما تعنيه هذه الفئة للأمير. يوميا وهو يفكر في سبيل إعادة فرسان مكة إلى عهد «جميل»، رسالة أوجزها خلال استقباله الأخير لهم في خمس كلمات «الفخرية أمام ناظري كل يوم»، رسالة أدركها الوحداويون جيدا وقطعوا الوعد على أنفسهم وبدأوا رحلة العودة لدوري الكبار. من أجل مكة وأهلها قدم الأمير الكثير وما زال يطمح في أن تصبح أندية هذه المنطقة في حال أفضل، لم يبخل بالدعم ولم ينقطع بالمؤازرة ولم تقف مساندته عند حد معين، بل كان القريب من الشباب دائما بروحه وعقله وفكره ودعمه، ووضع شباب المنطقة أمام تحد كبير وسباق حثيث في تحقيق المنجزات باسم الوطن ورفع رايته عاليا. المسؤولية أصبحت أكبر على مسيري هذه الأندية، أمام هذا الدعم الذي وجدوه من قبل مشعل مكة، وباتوا على منصة تحد كبيرة لا تقبل التفريط أو التنازل أو الإخفاق. فلم يعد من عذر في أن تعمل إدارات هذه الأندية على ترتيب أوراقها والمنافسة بقوة على بطولات الموسم محليا وخارجيا. أعطى الأمير الكثير من وقته وماله من أجل المقدمة، من أجل الصدارة، من أجل البقاء، من أجل أن تعود أندية منطقة مكةالمكرمة إلى المنصات التي غابت عنها مدة ليست قصيرة، وأن تستعيد بريق تألقها كما كان وأكثر، خاصة أن «مشعل» أضاء الطريق ووعد أن يظل نوره مشعا حتى يعود اتحاد جدة وأهلي الغربية وفرسان مكة إلى الواجهة دائما.