كشف مسؤولون أمريكيون، أمس، عن أن الولاياتالمتحدة بدأت تسليم شحنة أسلحة تشمل بنادق هجومية وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر بقيمة 20 مليون دولار إلى الحكومة اللبنانية؛ لتعزيز قدرات الجيش في مواجهة المسلحين. وقالت السفارة الأمريكية، في بيان، إن تسليم الشحنة بدأ أمس الأول مع وصول 48 صاروخا محمولا على الكتف، وأكثر من 500 بندقية إم 16 إيه 4، والكثير من مدافع الهاون، فيما وصلت أمس ألف بندقية، وقريبا سوف يصل المزيد من مدافع الهاون وقاذفات القنابل والمدافع الرشاشة والأسلحة المضادة للدروع. ويأتي هذا التطور في وقت تجددت فيه الاشتباكات بين الجيش اللبناني والمسلحين في عرسال. وكان مسلحون متشددون دخلوا أوائل الشهر الحالي بلدة عرسال شمال البلاد عبر الحدود الجبلية مع سوريا في أخطر توغل في لبنان منذ بداية الحرب الأهلية السورية قبل ثلاث سنوات. وانسحب المسلحون المنتمون لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية الذي احتل أجزاء واسعة من العراقوسوريا بعد خمسة أيام من القتال. من جهته أكد، وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس , أن عرسال قنبلة موقوتة، وهو ما ترافق مع حشود للمسلحين في جرود البلدة استهدفته طائرات النظام السورية بعدة غارات. عضو كتلة «المستقبل» النائب الشاب اعتبر أن الخطر الذي نحن أمامه هو خطر ينتشر على طول المنطقة ولديه إمكانيات كبيرة، لافتا إلى أن الخطأ الذي وقع فيه حزب الله أنه ظن أن سقوط القصير هو نهاية الحرب على الإرهاب، كما أخطأ بعض السياسيين اللبنانيين الذين اعتقدوا أن هذه المجموعات لن تصل إلى لبنان. ولفت النائب الشاب إلى أن الأضداد تجتمع اليوم لمكافحة هذا الإرهاب، وشدد على أن مكافحة الإرهاب في لبنان ليست قضية محلية بل تتطلب تكاتف جميع الفرقاء ومساعدة خارجية، معتبرا أن مقاربة البعض لهذا الملف فيها الكثير من التبسيط، وقال: «نحن في حالة حرب تستدعي مواقف وطنية وبطولية من الجميع». فيما أشار عضو كتلة «القوات» النائب انطوان زهرا إلى أن تعميم ثقافة السلام تبدأ بتربيتنا على قبول الآخر لا على الفكر الإلغائي، وبالتالي معالجة العنف الذي يعاني منه لبنان ومعالجته تكون باتباع سياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا، مضيفا علينا العودة إلى الدستور والمبادرة فورا من دون أي تذاك إلى انتخاب رئيس للجمهورية وهو واجب قانوني دستوري ووطني. وأضاف «حزب الله يحاول القول أن كل عرسال بيئة حاضنة، وكل طرابلس حاضنة للتكفيريين، فطبعا لن تكون دعوة الحزب إلى الحوار صادقة»، مشيرا إلى أن الحروب التي خاضها حزب الله في سوريا دفعت بالمسلحين الذين يعتبرهم تكفيريين إلى القدوم إلى لبنان لا إلى الداخل السوري. من جهته، أعلنت قيادة الجيش، أوقف حاجز مستوصف عرسال التابع للجيش، سيارة بيك آب نوع هيونداي يقودها المواطن خالد محمد ديب كرنبي من دون أوراق قانونية، وضبطت بحوزته مسدسا حربيا مع الذخائر العائدة له، كما أوقفت برفقته المدعوين محمد عبدالساتر عكعوك وعبدالله محمد عكعوك من التابعية السورية، للاشتباه بمشاركتهما في القتال ضد الجيش في منطقة عرسال، وتم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المرجع المختص لإجراء اللازم.