صور وأشكال من المعاناة والتعب في فصول الحياة وتقلباتها يعيش فيها البعض في انتظار انفتاح باب الامل.. هؤلاء يرون ان الركض نحو الامل لا يعيقه الا خفوت ضوء الامل ولعل ذلك ما يحدث في حي الكندرة (جنوبجدة) لرجل اسمه علي المهدي يبلغ من العمر 39 عاما، يحمل جواز سفر سعوديا استخرج في العام عام 1411ه، إبان أزمة الخليج. سجل نعم.. بطاقة لا يقول الرجل ان عمره كان وقتذاك 12 عاما، ولم يدر في خلده بأن هذا الجواز سيكون آخر ما سيصدر له من وثائق رسمية. «عكاظ الاسبوعية» استمعت اليه وهو يروي حكايته: بدأت القصة بعد أن أصدر لي جواز سفر في ذلك الوقت وكانت الأنظمة وقتذاك تمنعني من استخراج بطاقة أحوال بحكم عمري، وفي ذات الحين أصدر أشقائي من يكبرونني سنا بطاقات أحوال لتطابق أعمارهم مع الانظمة. ويضيف المهدي انه تم إصدار سجل مدني له ويراجع به في أحوال منطقة نجران، ولم يتم إصدار بطاقة الهوية حتى الان. إثبات الأبناء كنا في تلك الفترة بدوا رحلا، نذهب مع اهالينا وأقاربنا الى مواقع العشب مع اغنامهم، ومعاناتي الحقيقية بدأت منذ تزوجت اذ لم نوثق الزواج بشكل رسمي نظرا لعدم امتلاكي بطاقة احوال. وبحسب قول مهدي فإنه لم يتم إخباره عن السبب الحقيقي لعدم منحه هوية وطنية كبقية أشقائه. ويؤكد أنه ابن الوطن المعطاء، ولا ينقصه غير نيل البطاقة على نفس رقم السجل المدني. يستمر مهدي في سرد معاناته: بعد زواجي رزقت بخمسة أبناء (ولدان وثلاث بنات) وتعطلت اجراءات التوليد في المستشفيات فليس هناك ورق رسمي يثبت زواجي من ابنة عمي، ولم يتوقف الامر على ذلك حيث إن ابنائي محرومون من التعليم برغم بلوغهم السن الذي يسمح لهم بالدراسة، ولا أستطيع علاجهم، ولم يتم تطعيمهم ضد الامراض. ويردف مهدي وهو يروي بحسرة قصته أن جميع المهن الخاصة والمعلنة رفضته فهو يعيش على اعانة الغير وتراكمت الديون عليه خاصة ما يتعلق بإيجار الشقة الصغيرة التي يقطنها هو وعائلته في الكندرة. في نهاية حديثه طالب مهدي المسؤولين بالنظر في وضعه خصوصا انه يملك رقم سجل مدني ولا يعرف السبب الحقيقي وراء عدم منحه الهوية الوطنية كي يستطيع أن يعيش مثل غيره. وأوضح المتحدث الرسمي للأحوال المدنية محمد الجاسر انه سوف يستفسر عن سير المعاملة ويتواصل مع المراجع وإفادته بما يتخذ من اجراءات نظامية.