انتشرت في الآونة الأخيرة صور لمقاطع تظهر انفجار برميل بارود في وجه عدد من المتفرجين على لعبة «التعشير» التي تصاحب حفلات الزفاف عند بعض أبناء القبائل الحجازية، حيث أصيب في الانفجار أربعة منهم كانت إصابتهم خطيرة، وقد أظهرت الصور واحدا منهم والنار تشتعل في جسده بالكامل فيما تظهر صور أخرى عشرات المتفرجين وقد فروا من لهب الانفجار مذعورين، وقد حصل ما حصل خلال قيام أحد اللاعبين بالتعشير فكان أن طارت شرارة من بندقية «المقمع» واستقرت في برميل البارود الذي يوفره أهل المناسبة للاعبين لملء بنادقهم منه ووضع «الزرد» في المقمع ثم القفز في الهواء وإطلاق لهب البارود إظهارا للشجاعة والبراعة!. وحدثني من أثق فيه أن عشرات الحوادث القاتلة والمؤلمة صاحبت ألعاب التعشير التي نشطت خلال السنوات الأخيرة لاسيما بعد أن أخذت بعض الفضائيات التي تهتم بفرسان شعراء الرد «والملعبة»، تنقل حفلات الزفاف التي تتم فيها ألعاب التعشير فأصبحت بعض المناسبات لا تخلو من هذه اللعبة النارية الخطرة لأن بعض أبناء قبائل الحجاز اعتبروها مجالا للمفاخرة فأصبحت كل قبيلة تزايد على الأخرى في عدد لاعبي التعشير وأن أحد اللاعبين أخذ يحشو «مقمعه» بالبارود فزاد من كمية الحشو حتى انفجر «المقمع» وتحول إلى شظايا حديدية دخلت إحداها قلبه فخر صريعا في الحال! وقال لي شاهد عيان إنه رأى أطفالا في العاشرة من عمرهم «يعشرون» وآباؤهم بهم فخورون دون إدراك منهم أنه يعرض طفله لمخاطر جمة قد تودي بحياته البريئة لأن الأخ يريد أن يطلع ولده «رجالا !» أي رجلا شجاعا مقداما مع أن لعبة التعشير مجرد لعبة شعبية لا علاقة لها بالرجولة وإن ظن بعض الذين يعلون من شأن اللعبة أنها كذلك!. وقد سبق لي أن دعيت لحضور حفلات زفاف فيها «تعشير» فكنت أعتذر لمن دعاني عن عدم حضور اللعبة مؤكدا لهم أنني أخاف من «الطراطيع» فكيف لمثلي مواجهة ثوران البارود، فكنت في نظر الداعي بدويا خربه الحضران! وقولهم هذا أخف وألطف من أن أذهب ضحية انفجار بريمل بارود خلال لعبة تعشير ويصبح لقبي «المرحوم» ؟!. وعلى أية حال فإذا كانت جهات الاختصاص تحارب «الطراطيع» التي طالما تسببت في فقدان أطفال لسمعهم وبصرهم وتشوه وجوههم البريئة فإن الأولى بنا جميعا أن نقف ضد لعبة التعشير لما ثبت من مخاطرها خاصة أن غض الطرف عنها والحفاوة القبلية والإعلامية بها جعلها تنتشر في الأعوام الأخيرة وهو تخلف جديد لا يليق بهذا المجتمع الناهض!.