استقبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير في مكتبه بالإمارة المتنازل لوجه الله تعالى عن قاتل ولده محمد زين الشهري ثم لشفاعة خادم الحرمين الشريفين وسمو أمير منطقة عسير. وقال سموه أكرمنا الله جل وعلا بدين التسامح والتعاضد، دين الإسلام الذي حثنا على العفو والصفح عند المقدرة. وأضاف سموه إن المواطن محمد بن زين الشهري قد تنازل في ساحة القصاص يوم أمس (الأربعاء) عن قاتل ابنه وذلك لوجه الله تعالى دون أن يطلب شيء من عرض الدنيا، يرجو بفعله هذا ما عند الله سبحانه. حضر الاستقبال أمين عام لجنة إصلاح ذات البين بالإمارة مسفر الحرملي. من جهته ثمن المتنازل محمد بن زين الشهري جهود خادم الحرمين الشريفين وسمو أمير المنطقة في سبيل نشر العفو والإصلاح والتسامح في المجتمع. حيث سجلت منطقة عسير صباح أمس موقفا إنسانيا نبيلا، إذ قام المواطن محمد بن زين طراش الشهري بالعفو عن قاتل ابنه عبدالله داخل ساحة القصاص في اللحظات الأخيرة. حيث كان من المقرر تنفيذ حكم القصاص في القاتل علي بن مسرع الصميدي الشهري، ولكن قبل النطق بتنفيذ الحكم قام والد المقتول بالإعلان عن العفو والصفح عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى ابتغاء للأجر والمثوبة من الله عز وجل. وشهدت ساحة القصاص بمدينة أبها حضورا كبيرا من المواطنين والمقيمين والذين استبشروا بهذا الموقف الإنساني، وقد ارتفعت أصواتهم بالتهليل والتكبير وبالدعاء لصاحب العفو، وسط فرحة غامرة من ذوي المحكوم عليه بالقصاص. وتعود الحادثة في محافظة المجاردة بمنطقة عسير إلى أكثر من سنتين حيث قام القتيل بطعن المقتول في منطقة الصدر خلال مشاجرة وقعت صباح عيد الأضحى المبارك بساحة المحافظة الشعبية. وقال رئيس لجنة إصلاح ذات البين بمنطقة عسير مسفر الحرملي ل «عكاظ»: كان العفو بناء على شفاعة خادم الحرمين الشريفين وسمو أمير منطقة عسير، حيث كان أبو القتيل محمد بن زين الشهري قد ضرب أبرز المواقف النبيلة، مشيرا إلى تحليه بالصبر والصدق والأمانة والإخلاص والوفاء، حيث كان حريصا على أن يكون قدوة لهذا العمل المشرف والذي لا يريد به إلا وجه الله. وأضاف الحرملي: وهذا مثل لأبناء منطقة عسير وخاصة قبائل بني شهر الذين يعرفون بالوقفات الطيبة، مشيرا إلى أننا نسعد في منطقة عسير أنه قد تم العفو في العديد من الحالات لوجه الله تعالى.