كنت أود الحديث في مقالي اليوم عن الأثر الإيجابي الذي بدأ يظهر ويتسع مع كل خطوة يخطوها سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد، فالدور الاستراتيجي الذي نسج خيوطه مع استهلالته الأولى للعمل في الرئاسة العامة فتح آفاقا كبيرة من التفاؤل في نفوسنا نحو مستقبل رياضة وطن أفضل.. فالفائدة المتوقعة التي ستجنيها الرياضة بمختلف أنشطتها من وجود مثل الأمير عبدالله، لا نستطيع أن نوفيها في مقال أو مقالين، وإنما سوف يكون لي وقفة في مقالات قادمة نتحدث فيها عن قيمة وفكر هذا الرجل والإضافة المرجوة منه ولاسيما إذا وفقه الله في اختيار الجهاز المساعد له ونفض غبار السنين عن كل الأوراق القديمة وأعاد ترتيب أنظمتها. قد يرى البعض أن الحديث عن نجاح الأمير عبدالله بن مساعد من عدمه سابق لأوانه، وأن الرئاسة العامة واللجنة الأولمبية مليئة الإشكاليات التي قد ترهق كاهل سموه، ولكن بوادر العمل الجيد والفكر الناضج نستطيع قراتها من خلال شخصية سموه «فالرجل الناجح يفكر على أنه ناجح، ويتصرف بذات الشعور، ويؤمن بنجاحه، وبقدرته على مواجهة كل المعوقات وتذليلها فى سبيل الوصول لأهدافه». وهذا ما نلمسه في منهجية وفكر الأمير عبدالله بن مساعد فهو يعرف ماذا يريد، ويعرف كيف يخطط لما يريد وفق رؤية وخبرات تساعده على تحقيق ذلك، ومن هذا المنطلق، فإن الإمير عبد الله بن مساعد هو الرجل المناسب الذي وضع في المكان المناسب، ولعلنا نلمس هذا الشعور لدى غالبية المجتمع الرياضي والشبابي من خلال الارتياح الكبير الذي عم مشاعرنا بوجود مثل هذه القامة الإدارية «المحنكة» على هرم الرياضة السعودية. ولكن دعونا نتحدث اليوم عن قسوة الاتحاد الآسيوي الفاضحة متمثلة في قرار لجنة الانضباط بحق جماهير الاتحاد ومنعهم من مساندة فريقها لمجرد رميها مفرقعات نارية في مباراة أو مباراتين وصمتها الدائم أمام كل حالات الشغب التي تقوم بها الجماهير الإيرانية بحق الأندية الزائرة، ولاسيما الأندية السعودية والخليجية، بقدر ما هو قرار «جائر» بحق أنديتنا بشكل عام والاتحاد بشكل خاص بقدر ما هو يكشف للمرة المليون مدى ضعف صوت ممثلينا داخل لجان الاتحاد الآسيوي، الذي انكشف في أكثر من مناسبة وأثبت عدم قدرته على القيام بدوره المطلوب منه كممثل له وزنه في الاتحاد القاري، نحن لا نطالب بإقرار تجاوزاتنا وإنما نريد ممثلا جديرا بالدفاع عن حقوق أنديتنا والمحافظة عليها، فلو قارنا بين ما يصدر من جماهير الأندية الإيرانية وخروجها المستمر عن النص وبين ما يصدر من الجماهير الأخرى بما فيها جمهور الاتحاد، لوجدنا أن الفارق شاسع والضرر كبير، فجميع الأندية الزائرة لطهران عانت من مشاغبات جماهيرية وتنظيمية، ولكن لأن ممثلي الكرة الإيرانية في لجان الاتحاد الآسيوي أقوياء وعلى قدر كبير من الكفاءة استطاعوا حجب كل الإشكاليات التي من المفترض أن تصدر بحقهم عقوبات وليس عقوبة، بينما نجد ممثلينا يسرحون ويمرحون في رحلات سياحية، ضاربين بمصالح أنديتنا وخصوصا الاتحاد عرض الحائط فمن الطبيعي أن تهضم حقوقنا وتضيع مكتسباتنا، فرحم الله عبدالله الدبل.