تتواصل الجهود والمشاورات العربية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ، لاتبدو في الأفق حتى الآن أية بوادر على إمكانية تحقيق التهدئة. وقد أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار على القطاع الذي أدى إلى استشهاد 800 فلسطيني. وقال بعد مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان: «للآن هناك أمل لوقف إطلاق النار». وأضاف: «وعلينا أن ننتظر وأن نتأمل وأن نصر بأنه لا حل لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، ووقف شلال الدم إلا بوقف القتال». وبحسب عباس فإن «الجانبين الأردني والفلسطيني متفقان على وقف إطلاق النار كخطوة أولى يتبعها بحث موضوع المفاوضات، وأن المبادرة المصرية هي المبادرة المعتمدة. والتقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الأول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وعاد الخميس إلى القاهرة حيث اتصل بسلطات تركيا وقطر اللتين تدعمان حماس للضغط عليها لقبول هدنة. وقال العاهل الأردني: «إن ما يحدث في غزة يجب أن يدفع في اتجاه العمل لتهيئة الظروف لإعادة الزخم لعملية السلام وسد الفراغ القائم من خلال استئناف المفاوضات التي تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، كي لا تبقى المنطقة عرضة لمزيد من العنف والتوتر والاحتقان». من جهته، طالب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أمس حركة حماس بقبول وقف إطلاق نار إنساني دون شروط. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري، في القاهرة أمس بعد لقاء مع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي: «نحن نشعر بقلق بالغ من الأزمة الإنسانية المستمرة». وأضاف : «نريد أن نرى اتفاقا لوقف إطلاق النار بسرعة». وأعلن هاموند عن مساعدات بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني تقدمها بريطانيا إلى غزة. من جانبه، قال شكري: إن «المبادرة المصرية مازالت هي المبادرة المطروحة على الساحة لوقف إطلاق النار».. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي بلغت 800 شهيد و5118 جريحا من بينهم 107 شهداء و 599 جريحا سقطوا أمس. وقد اندلعت اشتباكات في قلندية في الضفة الغربية أمس بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال وأسفرت عن سقوط شهيدين ونحو 200 جريح. من جهتها، أعلنت كتائب القسام أن مجموعة من مقاتليها تمكنوا من التسلل خلف القوات المتوغلة شرق حي التفاح شرقي مدينة غزة، وأجهزوا على ثمانية جنود إسرائيليين من مسافة صفر، كما دمروا ناقلة جند من نوع شيزاريت بقذيفة (آر بي جي 29). كما أعلنت أنها قصف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخي (إم 75)، وذلك بعد ساعات قليلة من قرار شركات الطيران الأمريكية استئناف رحلاتها بعد توقف لمدة 48 ساعة، فيما تواصل الشركات الأوروبية وقف رحلاتها إلى إشعار آخر. كما أعلنت القسام أنها أطلقت خمسة صواريخ على الأقل دفعة واحدة تجاه تل أبيب وضواحيها.