يعتبر العمران أحد أهم العناصر الأساسية للتراث في بلادنا، وما اعتماد جدة التاريخية مؤخرا في قائمة التراث العالمي إلا دليل تميز تلك الحضارة العمرانية ووقوفها في مكانة تليق بها كتراث عمراني سعودي تاريخي، لتميزها عن غيرها بعناصرها التراثية المادية وتعاقب عدد من الأجيال بصورة مباشرة بقيم حضارية واجتماعية ودينية بين الأجيال. ويعد التراث بشكل عام أحد الرموز الأساسية لتطور الإنسان عبر التاريخ، ويعبر عن القدرات التي وصل إليها الإنسان في التغلب على بيئته المحيطة، والتراث يعني توريث حضارات السلف للخلف، ولا يقتصر ذلك على اللغة والأدب والفكر فقط، بل يعم جميع العناصر المادية والوجدانية للمجتمع من فكر وفلسفة ودين وعلم وفن وعمران. وحفظ المخطوطات والمنحوتات والوثائق القديمة لا يقل أهمية عن حفظ التراث العمراني؛ لذا لا بد من التوسع الجاد لإيجاد متاحف رسمية في كل محافظة ومنطقة لحفظ الإرث الحضاري والتاريخي لكل منطقة خوفا من اندثارها ونسيانها مع الزمن، كونها تشكل هوية تاريخية عريقة وتدلل على وجود الإنسان في المكان والزمان بحضارات وثقافات مختلفة.