من يصغي إلى (المهايط) الداعشي ويشاهد مسرحيات استعراض العضلات في مناطق الفوضى والاضطرابات، وادعاء الشجاعة والبسالة أمام خصوم وهميين أو حين لا قوة للخصم، يتوقع أن الداعشيين متى جد الجد وحانت لحظة الصفر ووقع القتال الحق بين المسلمين والكفار، سينقضون كالأسود على خصومهم فينهلون من دمائهم وينتقمون للضعفاء والمظلومين من إخوانهم المسلمين، فترتفع راية الدين ترفرف عالية كما يرددون في ساعات لهوهم. لكن الواقع سرعان ما يريك أكاذيب داعش وأباطيلها، فها هي غزة تستغيث بعد أن سقطت في رحى حرب غير متكافئة بين المسلمين العزل إلا من الحجارة، والكفار المسلحين بالطائرات تصب قذائفها الحارقة فتهلك الأخضر واليابس، حرب يقتل فيها الأبرياء من المسلمين وينحر أطفالهم، وتسبى نساؤهم أسارى في يد اليهود، بينما ابطال داعش يغمضون عيونهم ويصمون آذانهم ويمضون كما لو أنهم لا يرون ولا يسمعون شيئا مما يحدث. أين نصرة الدين التي يتحدثون عنها ؟ لم لا يهبون لنصرة المستضعفين في غزة إن كانوا صادقين ؟! ماذا ينتظرون أكثر من هذا ؟ إن كانوا حقا باحثين عن الشهادة كما يزعمون، لم لا ينطلقون إلى غزة، ليدحروا طغاة اليهود الذين أذلوا المسلمين وبغوا عليهم ؟ الداعشيون شجعان في قرع الطبول والتلويح بالسيوف متى كان الفضاء خاليا، والخصوم نوما، قد يخدعونك بادعائهم الجهاد في سبيل الله، ونصرة دينه، وبيع أرواحهم لقاء الجنة وما فيها من حور عين، ولكن متى بدت الحاجة الحقيقية إلى نصرتهم ودعاهم الجهاد الحق، رأيتهم يجبنون ويخنسون في جحورهم كالفئران المذعورة. فيا ايها الداعشيون إن كنتم صادقين في ادعاءاتكم، فاغيثوا غزة، احملوا ارواحكم على أكفكم وانطلقوا إليها محلقين على أجنحة أشواقكم للقاء الحور العين، ألستم في شوق إلى لقائهن كما تقولون؟ انطلقوا إذن، فالطريق إليهن يمر عبر غزة إن كنتم مخلصين.