رغم جماهيريته الكبيرة واستحواذه على نسبة مشاهدة عالية، لم يقدم مسلسل «واي فاي» الذي تعرضه قناة mbc خلال حلقاته الفائتة ما يستحق المتابعة، فلم يكن يطرح أي قضايا مهمة سوى بعض الأفكار التي جاءت في معظمها تقليدية ومكررة، وذلك في معظم (الاسكيتشات) الكثيرة المتدافعة خلف بعضها، فهو يعتمد على تلك (الاسكيتشات) المنفصلة عن بعضها البعض وفي غالبيتها تقدم بطرح كوميدي. والعمل يشرف عليه نخبة كبيرة لها خبراتها الواسعة وسبق له أن حقق نجاحا في النسخة الأولى والثانية وحقق لنفسه شهرة رسخت في ذاكرة المشاهد فكانت القضايا التي يطرحها سابقا ذات أبعاد مهمة تلامس هموم الناس ونجح في الكثير من المعالجات التي ساقها بقالب كوميدي وأداء مهني عال. غير أن واقعه هذا العام جاء صادما إلى أبعد حد ولربما يتغير الأداء في الحلقات المقبلة ولعلنا لا نتعجل الحكم على تواضع مستواه في نسخته الثالثة ولكن عادة تبدأ مثل هذه المسلسلات بأقوى عروضها حتى تؤسس نسبة مشاهدة عالية لحلقات مقبلة. ويخوض دور البطولة في مسلسل «واي فاي» كل من أسعد الزهراني، عبدالإله السناني، حبيب الحبيب، محسن الشمري، هيا الشعيبي، منى شداد، طارق الحربي، وغيرهم، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين عرب، والمسلسل من رؤية وإشراف درامي للزميل الكاتب خلف الحربي والمؤلفين: أماني السليمي وسامي الفليح وحسن الحارثي وسليمان المنديل وبشاير محمد، وإخراج أوس الشرقي. ولا شك أن الأسماء جميعها تشكل تكاملية كبيرة للخروج بعمل كان الجميع يراهن على نجاحه لا سيما وهو الذي حقق النجاحات في الأعوام الماضية. تحاول تلك المشاهد المنفصلة عن بعضها البعض أن تمنح نفسها مناقشة أكثر من موضوع وأكثر من قضية لكنها لم تنجح حتى الآن في تقديم حلقة مقنعة في (النص، السيناريو، الأداء، والإخراج بوجه عام). وتناول المسلسل في حلقاته التي مضت قضايا مكررة لا تمثل أهمية كبيرة خاصة للمتلقي، فحين يتناول شخصية فنية أو إعلامية بالتقليد بهدف نقدها لا يمكن أن يكون بمثل هذا المستوى من التناول، فتقليد فنان أو نجم أيا كان ليست قضية يجب الوقوف أمامها أو منحها أهمية معينة ولوي عنق المشاهد أمامها، كما أن المشاهد اليوم تجاوز في اهتماماته تقليد بعض الشخصيات والنجوم فلربما نجح في وقت سابق في أداء مثل هذه الأدوار الفنان المعروف داوود حسين وهي ناسبت مرحلة سابقة، لكنها لم تعد مناسبة فالمشاهد اليوم أمام مرحلة جديدة يبحث فيها عن ما يثير اهتماماته المفصلية وبالإمكان تناولها ومعالجتها دراميا بثوب كوميدي، فإمكانات الفنانين المشاركين كبيرة جدا مثل (أسعد الزهراني، حبيب الحبيب، عبدالإله السناني، هيا الشعيبي، محسن الشمري)، فلم تكن هناك سوى قضايا تقليدية مثل بيع المخدرات أو منع بيع الحطب أو تقليد مقدم برنامج فضائي، حتى استيكش «أبو عبيد وحبيب الحبيب» الذي كان مؤثرا في تناوله للعديد من القضايا خلال النسخة الأولى والنسخة الثانية، جاء هذا العام بدون أي رؤية جديدة، بل إنه نزل لمستوى التهريج والضجيج المفتعل الذي يشعرك بالخجل من آلية طرحه لا سيما والبرنامج يعرض للمشاهد العربي في وقت الذروة. مجمل القول، إن عملا بهذا المستوى من الضخامة والإمكانات لم يستثمر قدرات نجومه المشاركين للعمل بشكل جيد ومطلوب، فغاب تماما النص الجيد والإخراج الذي يصنع الدهشة تراجيديا وكوميديا.