تناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مؤخرا خبر تكريم جندي مرور، من أفراد مرور جدة.. وذلك نظير قيام الجندي بتحرير «250» قسيمة مخالفة مرورية في اليوم الواحد !!. نعم.. ويا للهول «250» قسيمة مخالفة مرورية في اليوم الواحد تحرر من قبل جندي واحد. وأود هنا مناقشة هذا الأمر من شقين.. الأول مدى معقولية ومنطقية.. قيام جندي واحد بتحرير هذا الكم الهائل من المخالفات في ظرف يوم واحد.. أما الأمر الآخر فهو.. هل يمكن اعتبار تحرير جندي مرور كما كبيرا من قسائم المخالفات المرورية.. هو إنجاز يستدعي التكريم. حول معقولية تحرير هذا الكم الهائل من قسائم المخالفات في يوم واحد.. أقول التالي: يعمل جندي المرور بمعدل 8 ساعات يوميا.. أي 480 دقيقة في اليوم الواحد. ومعنى هذا أن الجندي المذكور سجل المخالفات ال «250» بمعدل مخالفة واحدة في أقل من دقيقتين.. وذلك شريطة أن يكون قد عمل في تحرير المخالفات بشكل متواصل على مدى الساعات الثماني دون توقف !!. فهل هذا ممكن أو معقول.. خاصة إذا ما علمنا أن قسيمة المخالفة المرورية بها أكثر من 15 خانة يتوجب على رجل المرور تعبئتها.. وهذه لوحدها مع مناقشة قائد المركبة ربما تأخذ 15 دقيقة. ومن هذا المنطلق.. ومما سبق تبيانه من معطيات.. يتبين أن إمكانية قيام جندي المرور بتحرير «250» مخالفة في اليوم الواحد هو أمر ربما يكون مستحيلا.. وبناء على هذه الحيثيات الموضوعية الواقعية.. فإن ما كان يتوجب القيام به من قبل الإدارة العامة للمرور هو مناقشة وبحث هذا الموضوع ومعرفة تفاصيله. يتوجب البحث للتعرف على كيفية قيامه بتحرير هذا الكم من قسائم المخالفات في هذا الزمن المحدود.. وللوقوف على المعايير التي التزم بها لضمان عدم الإصدار الجزافي العشوائي لقسائم المخالفات.. وضمان عدم إيقاع الظلم وارتكاب الأخطاء في حق قائدي المركبات مواطنين ومقيمين على حد سواء. أما الأمر الآخر وهو اعتبار قيام جندي مرور يعمل على دراجة نارية في محافظة ما بتحرير كم كبير من قسائم المخالفات المرورية.. اعتبار ذلك حدثا هاما يستحق التكريم. أقول إن تكريم هذا الجندي نظير إصداره كما كبيرا من قسائم المخالفات المرورية.. يعد توجيها وتشجيعا لكافة جنود المرور في مختلف المناطق والمحافظات بالعمل على تحرير أكبر قدر من قسائم المخالفات المرورية.. وهذا ما سيؤدي إلى ارتكاب الأخطاء. خاصة ونحن نتابع في وسائل الإعلام ما بين وقت وآخر.. أخبارا عن قسائم مخالفات أصدرت خطأ بحق نساء.. وأخرى في حق من لا يملكون مركبة ولا يعرفون قيادة المركبات ولم يسبق لهم قيادة أي مركبة.. وأخرى بحق متوفين.. وهكذا. إنني في الوقت الذي أشيد فيه بالتطور الذي لامس أعمال المرور.. ودور اللواء عبدالرحمن المقبل مدير الإدارة العامة للمرور ورجال المرور عموما.. إلا أن الحرص على تجنب الخطأ في حق من لا ذنب له ولا خطأ ارتكبه.. هو هدفنا جميعا بمشيئة الله تعالى .. والله ولي التوفيق.