تزامنا مع توافد المصطافين إلى منطقة عسير مع بداية الإجازة الصيفية، تحولت أجواء منطقة عسير إلى ربيع منعش بعد أن رسمت فيها الأمطار لوحات جمالية وبألوان الطبيعة الخلابة. «عكاظ» تجولت في منتزه «السودة» السياحي ولاحظت إقبال الكثير من الزوار والسياح من المواطنين والمقيمين على مرتفعات عسير وتحديدا غابات السودة المترامية، تلكم الغابات التي تشكل في مجموعها غطاء من الأشجار الوارفة والبساط الأخضر. منتزه السودة، حظي باهتمام الجهات المعنية في المنطقة التي شرعت في رصفت جميع الطرق المؤدية إلى الموقع، وتم تجهيزه بمواقف للسيارات، وأماكن الطهي، والتسوق، ودورات المياه، إلى جانب حجز مساحات للمخيمات والمظلات وكذلك صالة تسوق بمنتزه الملك عبد العزيز وأكبر مرسم حر في المملكة. في البداية، أوضح السائح محمد الحكمي القادم من منطقة جازان، أنه جاء للاستمتاع بالأجواء الجميلة والخلابة بمنطقة عسير، منوها بأنه يقصد المنطقة في كل صيف، ومشيرا إلى ارتفاع أسعار الترفيه والإسكان. ويوافقه الرأي المصطاف خالد اللقماني، مؤكدا على أن منطقة عسير من أجمل المناطق في الخليج، وأن زيارته إلى هذه المنطقة ليست هي الأولى بل سبق له وزار المنطقة عدة مرات، مضيفا: «أنا عاشق لهواء ونسيم أبها هذه المدينة الجميلة فلها في القلب مساحة من العشق لا يوصف». ودعا اللقماني، المواطنين إلى التحول للسياحة الداخلية، ويضيف: إن «منطقة عسير تزخر بالكثير من عوامل الجذب، وتتميز عن السياحة الخارجية بكثير من المغريات الطبيعية، وأن الأسرة تستمتع فيها بأريحية تامة، ولا تشعر بالغربة، كما أنها تتفوق عليها بعنصري الأمن والأمان». من جهته، أكد المواطن عبدالله الشهري أن منتزه «السودة» أضاف جمالا آخر إلى رصيد طبيعة عسير، مشيرا إلى المناظر الخلابة والإطلالة الرائعة على سهول تهامة من هذا المنتزه، خاصة أن الضباب يلامس الطبيعة، والجبال تعانق السحاب وذلك ما أضفى جمالا رائعا وانفرادا حقيقيا للمنتزه. وفي جنوب المنتزه حدد مجلس التنمية السياحية موقعا للطيران الشراعي، وهذا المكان يشهد إقبالا كبيرا من السياح، ومعجبي برامج الطيران الشراعي، ويفوق عددهم نصف مليون مشاهد، كما أتاحت اللجان المنظمة الفرصة للراغبين في المشاركة والتدريب تحت إشراف فريق محترف. ويعد تلفريك «السودة» أحد أكبر المشروعات السياحية على مستوى المملكة من ناحية التصميم والفكرة ومسافات التنقل، ويتكون من (23) عربة تتسع كل واحدة لثمانية أشخاص. التقينا بجوار محطة التلفريك في السودة بالمواطن أسامة الرشود من مدينة الرياض برفقة أطفاله وكان متوجها إلى تهامة من أعالي السودة، ووصف الرشود منتزهات عسير قمة في الروعة، مؤكدا أنها أفضل من أوروبا بأجوائها الرائعة، وقال: «هذه زيارتي الأولى للمنطقة، ولم أتخيل أنها بهذا الجمال، وشاركه في الرأي سعد آل سلطان بالقول: «زرت المنطقة في السابق مع عدد من الزملاء، وفي زيارتي الحالية وجدت اختلافا كبيرا يستحق الإشادة».. وأضاف: إن «الأجواء الباردة تشجع السياحة الداخلية، ولكن أرى أن وجود المعسكرات الشبابية في المنتزهات يعد من المشاريع الحيوية التي تحتوي هذه الفئة وكذلك ملاهي الأطفال».