لم يستطع مخرج مسرحية «زوان» التي قدمتها فرقة «نورس» ضمن مهرجان الدمام المسرحي للعروض القصيرة، البارحة الأول، أن يقنع المشاهد للتعبير عن الحدث الذي تحكيه المشاهد، مع أنه استخدم إمكانات الممثلين الجسدية واستغلال إمكانات المسرح التجريبي، ولكنه نجح أحيانا. واتضح أيضا حالة الاشتباك لدى المخرج ياسر الحسن، الذي يلعب ثلاثة أدوار مؤلف ومخرج وممثل، لانشغاله كثيرا بدوره التمثيلي الذي أبعده قليلا عن دوره كمخرج. وعن الأداء الجماعي للممثلين، فإنه يعد جيدا خصوصا في حركة الجسد، لكن الملاحظة البارزة للجمهور هي الإضاءة التي لم تكشف عن حالة الوجه والجسد أثناء الحديث وحالة الانفعال خصوصا أن الجمهور يجلس بعيدا عن المنصة. المسرحية رغم جوانب كثيرة مثل الايقاع البطيء في الانتقال من مشهد إلى آخر، والرقابة التي طالت بعض المشاهد أو استدعاء مشاهد سابقة للمخرج من مسرحيات أخرى وظفها في العرض برز منها اللون الأبيض الذي هيمن على الممثلين رغم سوداوية ودرامية مشاهد الموت. وفي الندوة التطبيقية للمسرحية، انتقد المشاركون في الندوة على وجود تشابه كبير في الحركة بين الممثلين، وكانت النهاية معروفة منذ بداية العرض، ولم يستغل المخرج النص الذي يجمع بين الحاضر والماضي، ولم تكن الموسيقى مناسبة لحركة الممثلين. المسرحية تناولت أسطورة شعبية عن عين ماء يطلق عليها «زوان» دار حولها صراع بين القبائل التي كانت تعيش بمحاذاتها طال كل شيء، واستهدف الأرض والمال ومحاولة السيطرة باستخدام كل الوسائل ومنها القتل ووأد الحب والخداع، وعمل الجميع على إلصاق التهم بالراعية في محاولة لإخفاء أطماعهم وجرائمهم.