يفضل العديد من المرضى التعايش مع آلامهم وتسكينها بالمهدئات عن مراجعة غرف الملاحظة في مستشفيات حائل، التي تعرف في أوساط المجتمع الحائلي بغرف الموت البطيء، كونها تفتقر لأدنى متطلبات الرعاية الصحية وتعكس صورة نمطية سلبية لدى المرضى والمراجعين. ويشتكي العديد من المرضى من إهمال الأطباء في التشخيص وانعدام النظافة داخل الغرف، فضلا عن التعامل السيئ الذي يتعرضون له من قبل الطاقم الطبي والتمريضي. وفي هذا السياق يقول الإعلامي خالد السليمي: أبرز ما يميز غرف الملاحظة تدني مستوى العناية الطبية المطلوب توفرها في مثل هذه الغرف في مستشفيات حائل . وأضاف: غرف الملاحظة بحاجة ماسة الى توفير أجهزة تكييف حديثة ومعدات للتعقيم لتقديم الرعاية الصحية للمرضى والمراجعين بالشكل المطلوب. وحذر أحد الأطباء -رافضا ذكر اسمه- من بقاء غرف الملاحظة في مستشفيات حائل على وضعها الحالي دون تجاوب من الشؤون الصحية بمنطقة حائل, وتخوف من وصول البكتيريا والفيروسات المنتشرة في هذه الغرف الى مرضى الغرف القريبة كونها تتوسط قسم التنويم. وذكر أن هذه الغرف في مستشفيات حائل قد تكون هي الداء الحقيقي لوجود مرضى دائمين فيها. سالم الجهني الذين تم تنويمه سابقا في غرفة الملاحظة قال: منذ فترة تعرضت لأزمة صحية خطيرة دخلت على إثرها غرفة الملاحظة في أحد مستشفيات حائل ومكثت هناك بضعة شهور تم وضعي خلالها على الجهة اليمني وهو ما أدى إلى إصابتي بقرحة الفراش وآلام حادة في الرقبة. وأضاف: سافرت لاستكمال العلاج في الخارج، حيث أخبرني الأطباء أن بقائي طوال هذه الفترة في المستشفى على جهة واحدة أدى إلى إصابتي بديسك في الرقبة بسبب عدم وصول الدم الى منطقة الرقبة نتيجة إبقائها لأكثر من أسبوع دون حركة. وذكر خالف التميمي أن الكادر الطبي والتمريضي بغرف الملاحظة ينبغي أن يكون على أعلى مستوى من الكفاءة الطبية ويجب أن يتم الاهتمام باختيار من يعمل في غرف الملاحظة لأنهم يتعاملون مع حالات حرجة لا تحتمل أي خطأ طبي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة, مشيرا إلى أن الملاحظة بقسم الباطنية لا تتناسب مع الأعداد المتزايدة من المرضى، فهناك نقص واضح في عدد الغرف والأسرة في مختلف أقسام مستشفيات حائل. ويرى سعد العنزي أن بعض الكوادر التمريضية ليسوا مؤهلين بالدرجة الكافية لرعاية مرضى غرف الملاحظة، فبعضهم لا يقوم بإعطاء الوقت الكافي للمرضى وأحيانا عندما يستدعي المريض الممرضة أو الممرض لا يأتي على الفور وهو أمر مستغرب من الكوادر التمريضية لغرف الملاحظة الذين يفترض أنهم يتعاملون مع حالات حرجة قد تحتاج لطاقم طبي في أي وقت. وأشار وليد الشايع إلى أن مستشفيات حائل تعاني منذ أعوام عديدة من نقص في الغرف والأسرة في كافة أقسام المستشفى ومن بينها غرف العناية المركزة وغرف الملاحظة، فكثير من الحالات المرضية التي تصل إلى الطوارئ تضطر للانتظار لفترات طويلة في الطوارئ لعدم توفر غرف أو أسرة خالية في العناية المركزة أو بغرف الملاحظة وهو ما قد يعرضهم لمضاعفات خطيرة وهذه المشكلة لم يتم حلها بشكل جذري على مدار الأعوام الماضية. واشتكت رجا الشمري من التزاحم الشديد في مستشفيات حائل، معتبرة إياها معاناة حقيقية للمرضى في غرف الملاحظة والتي لا تتناسب مع أعداد المرضى الهائل. وانتقد نواف الحربي قدم الأجهزة والأسرة في غرف الملاحظة، فمعظمها قديم ولم يتم تجديده أو صيانته منذ عدة أعوام وهناك العديد من الأجهزة المتطورة التي نراها في الدول المتقدمة يتم استخدامها في غرف العناية المركزة وهو ما يفترض أن تسعى إدارة الشؤون الصحية بحائل لتوفيرها لتحسين مستوى الرعاية الصحية بتلك الغرف. وطالب عدد من ذوي المرضى المنومين بالمستشفيات بإحداث تطوير شامل لغرف الملاحظة في مستشفيات حائل بما يتواكب والنهضة الصحية التي تشهدها المملكة من خلال تجديد الأسرة وتطوير الأجهزة الطبية التي يتم استخدامها فضلا عن تطوير مستوى الكوادر الطبية والتمريضية ووضع معايير صارمة لمن يعمل في غرف الملاحظة وإعطاء المزيد من الاهتمام والرعاية للمرضى بها، لكون أكثر المنومين بها مرضى لا يعرف تشخيصهم من قبل الأطباء في المنطقة. وبالرغم من الاتصال والتواصل مع إدارة العلاقات العامة بالشؤون الصحية بحائل عبر الإيميل والهاتف إلا أنها لم تجب على تساؤلات المرضى وذويهم.