اكتشف فيروس كورونا عام 1965 كأحد أسباب نزلات البرد والأنفلونزا، ولكنه في عام 2003م ظهر بثوب جديد في شرق آسيا وتحديدا في الصين باسم سارس، والآن في مايو 2013 يظهر بسلالة أخرى باسم كورونا الجديد (سارس المعدل) وهو منتشر الآن فى منطقة الخليج، ومن المتوقع أن يتم اكتشاف لقاح له خلال ثلاثة أشهر بنفس السيناريو الذي حدث مع الفيروسات السابقه مثل أنفلونزا الطيور والخنازير. ولا شك أن تجارة الأسلحة والأدوية والمخدرات تتربع على القمة وتمثل اقتصاديات دول عظمى، وبالتالي فإن مصانع الدواء والسلاح لن تتوقف عن العمل، ولا بد من إيجاد سوق لضمان استهلاك هذه الصناعات، وبما أن بعض شعوب العالم الغنية لديها قصور في إنتاج السلاح وفي الإمكانات العلمية والتقنية تجعلهم يشخصون لها الأمراض والعلاج، ودورها فقط ينحصر في شراء الدواء أو السلاح وإليكم بعض الأمثلة: - بكتيريا اي كولاي التي ظهرت في أوروبا منذ عامين وألصقوها بالخضروات والحبوب المصرية وعلى إثرها اجتمع الاتحاد الأوروبي على وجه السرعة وقرروا وقف استيراد الخضروات والحبوب المصرية، ثم بعد ذلك كشف لنا علماء من الصين أن هذه البكتيريا غريبة وليست عادية وإنما مصنعة بالهندسة الجينية. - عندما أعلنت مصر أنها تكتفي ذاتيا من الدواجن وتصدر للخارج ظهرت أنفلونزا الطيور وتم استهلاك عقار التاميفلو الغالي الثمن بعد أن كان هذا العقار مخزنا ولا يشترى، وحققت الشركة المصنعة أرباحا طائلة، ونتذكر جميعا أن نفس الشركة سوقت من قبل لقاح الجمرة الخبيثة في أعقاب حادث الحادي عشر من سبتمبر، أما أنفلونزا الخنازير التي لم يكن لها لقاح ولا علاج حتى وصل الرعب العالمي وقتها مداه طلعت علينا شركة خاصة بالبشرى السارة وهو اكتشاف اللقاح الذي يترقبه الجميع وأنتجت لقاحات بستة مليارات دولار. - أوروبا أيضا أصابها من الحب جانب فلو رجعنا قليلا إلى الماضي عندما توحدت أوروبا وبدأت تخطو خطوات جبارة في التطور والتقدم أصيبت بمرض جنون البقر وكسدت أسواق اللحوم فيها. - عندما أعلنت الصين أن لديها أكبر احتياطي نقدي بالدولار في العالم عام 2003م ظهر مرض السارس لتخسر الصين كثيرا حتى أنها أصبحت هي وسنغافورة تسير رحلات طيران مجانية لجذب الركاب والسياح. - أما بالنسبة للدول الفقيرة فلا توجد حالات تذكر لأن اللقاحات والعلاجات مكلفة وهم غير قادرين أصلا على شرائها.. إذن لا بد أن نضع في اعتبارنا حتى لو احتمال بسيط بأن هذه الفيروسات قد تكون نوعا من الحرب البيولوجية ذات أهداف اقتصادية تظهر فجأة وتختفى فجأة حسب الطلب. د. هيثم محمود شاولي (*) (*) إدارة الصحة العامة بجدة