تفتقر قرى الجبانة، المنصورة ومراح الذئاب التابعة لمحافظة العارضة، للخدمات البلدية والصحية، فشوارع هذه القرى ضيقة وخاصة الفرعية منها وبلا إنارة وتشكو من تراكم النفايات، وهي كذلك بلا حدائق عامة ومتنزهات رغم الكثافة السكانية العالية، فضلا عن حاجتها الماسة لخدمات الهاتف الثابت وتسوير المقابر واستحداث مركز رعاية أولية ومدارس تحفيظ قرآن كريم. «عكاظ» وقفت ميدانيا على هذه القرى لرصد مطالب الأهالي الخدمية والتقت بعدد من سكانها، وأوضح ل «عكاظ» المواطن محمد أبو شاكر، أن البلدية نفذت مشروع سفلتة الطريق الرئيسي في عام 1413ه وبعد عشرين عاما شقت طريقا مزدوجا دائريا هو الآن متعثر لأكثر من ثلاث سنوات، ويضيف: بالرغم من النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا إلا أن قرى العارضة تفتقد الخدمات الضرورية، مثل تسوير المقابر، السفلتة وتعبيد الطرق والشوارع والاتصالات. من جهته، أوضح المواطن مفرح اللغبي، أن طرق القرى دون إنارة ومليئة بالحفر والطرق الفرعية دون سفلتة، وقال «تتفاقم معاناتنا أثناء هطول الأمطار حيث تنكشف الصخور وتتكون مستنقعات في وسط الطرق»، ويضيف «تقدمنا بمطالب عدة للبلدة عبر المحافظة لكن دون جدوى»، أما المواطن يحيى أحمد فحصر مطالب القرى في استحداث مركز للرعاية الأولية وإيصال خدمات الهاتف الثابت والإنترنت خاصة أن الكثير من الطلاب يعتمدون في دراساتهم إلى خدمات الشبكة العنكبوتية كما هي بحاجة إلى مدارس تحفيظ قرآن للبنين والبنات. وأضاف يحيى: قرى العارضة يتوسطها وادي خمران السياحي والذي تحفه غابات الكادي والأشجار العطرية، وهذه المواقع بحاجة إلى عناية واهتمام عبر توفير حزمة من الخدمات الضرورية التي تسهم في تنميتها والحفاظ عليها، باعتبارها مصدر جذب سياحي واعدا، خاصة أن الدولة ترصد موازنات ضخمة للبلديات لتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين أينما كانوا. وختم بالقول «معظم منازل قرى العارضة قديمة ومهجورة وتكسوها الأشجار الكثيفة من كل جانب والمنطقة عموما بحاجة للتنمية». وأفاد المواطن أحمد السفياني، أن قرى العارضة المتناثرة باتت مأوى لمجهولي الهوية، وقال «إنجازات البلدية في المحافظة لا تتوافق مع حجم الموازنات الضخمة المرصودة، ونطالب الجهات المسؤولة بتشكيل لجنة لمناقشة بلدية العارضة عن إنجازاتها ومعالجة القصور». وهنا أوضح ل «عكاظ» أمين لجنة التطوير بالعارضة الدكتور إدريس ودعاني، أن التنمية في الواقع تعني حل مشكلات الناس عبر توفير الاحتياجات الأساسية وبناء قاعدة من البنية التحتية الموصلة إلى مفهوم التنمية المستدامة المتوازنة، ويضيف: «القصور الحاصل في المشهد التنموي لمحافظة العارضة يلمسه الزائر قبل الساكن، ويؤكد أن هذه المنطقة خارج خارطة جازان التنموية، فجملة المشاريع المتعثرة هو الشبح الذي تجده أمامك ناهيك عن رداءة التنفيذ للمشاريع المقامة والقصور الحاصل في إدارتها على الوجه الصحيح». وبين ودعاني، أن العديد من الملفات الشائكة تطرح في نقاشات المجلس البلدي والمحلي، لكنها لا تصل الى مرحلة المعالجة الفعلية لتحريك عجلة التنمية الخدمية للمحافظة فتبقى رهينة الشد والجذب دون النظر إلى آلية فاعلة لتحريك المشاريع التنموية، ناهيك عن غياب التخطيط السليم لإيجاد التوازن الفعلي في توزيع المشاريع فهناك قرى كما عرضها تقريركم وكأنها لا تتبع لبلدية. وختم بالقول «كلي أمل أن ترى العارضة النور قريبا وتتحقق المطالب التنموية لسكانها أسوة بغيرها من المحافظات في هذا البلد المعطاء».