أوضح محمد مصلح الجابري مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين أن عدد زوار المعرض تجاوز مليوني نسمة وأن فكرة هذا المشروع انطلقت من خلال ما يشهده الحرمان الشريفان من توسعات على مر العهود الإسلامية والتي تركت لدى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعض الآثار والمقتنيات المعمارية والنقوش الكتابية فرأت الرئاسة أن من المناسب توثيق ذلك عبر عرض بعض هذه المقتنيات في معرض خاص بها. وبين الجابري أنه بناء على ذلك تم ترميم واختيار القطع الأثرية والنقوش الكتابية من قبل فريق متخصص من الفنيين، مما ساعد على إتمام هذا المشروع الثقافي والحضاري الذي أصبح من أبرز المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة المقدسة. استطرد الجابري أن معرض عمارة الحرمين الشريفين سجل حضورا لافتا على مستوى العرض والتوثيق في آن واحد، وبات وجهة مهمة لزوار مكةالمكرمة للاطلاع على تاريخ الحرمين الشريفين. وعن موقع ومقتنيات المعرض قال: يقع المعرض في شارع أم الجود بجوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة ويتكون من سبع قاعات، الأولى للاستقبال وبها مجسم المسجد الحرام وصور قديمة وحديثة للحرمين الشريفين، والثانية تعرف بقاعة المسجد الحرام ويتوسطها سلم الكعبة المشرفة الذي يعد من أهم التحف المعروضة ويعود تاريخه إلى عام 1240ه، وثالث هذه القاعات قاعة الكعبة المشرفة وتختص بعرض متعلقات الكعبة المشرفة ويشمل ذلك نماذج من الكسوة عبر التاريخ إضافة إلى مقتنيات الكعبة المشرفة ومنها باب الكعبة المشرفة وأحد أهم أعمدة الكعبة الذي يعد أهم القطع الأثرية الموجودة في المعرض، يليها بالترتيب قاعة الصور الفوتوغرافية وقاعة المسجد النبوي وقاعة زمزم. وفيما يتعلق بأهم القطع الأثرية الموجودة بالمعرض قال: أهم القطع الأثرية الموجودة في المعرض حسب تسلسل القاعات مجسم حديث للمسجد الحرام في وسط قاعة الاستقبال وبعض الصور القديمة للحرمين الشريفين، يليها في ذلك قاعة المسجد الحرام والتي تحوي على بعض الزخارف والنقوش الحجرية والرأس النحاسي لمنبر الخطيب والمؤرخ في القرن العاشر الهجري بالإضافة إلى سلم الكعبة المشرفة المصنوع من خشب الساج المؤرخ في عام 1240ه، والمقصورة التي كانت تغطي مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام قبل استبدالها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، وعدد من أهلة المنائر التي يعود تاريخها إلى 1299ه. فيما حوت قاعة الكعبة المشرفة ميزاب الكعبة المشرفة المصنوع من الخشب والمصفح من الخارج بالذهب والمبطن من الداخل بالرصاص ويعود تاريخه إلى عام 1201ه، وعمودا من خشب الساج من أعمدة الكعبة المشرفة يعود تاريخه لعمارة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه للكعبة المشرفة عام 65ه، وصندوق من الخشب كان داخل الكعبة المشرفة يعود تاريخه لعام 1277ه، وقفل ومفتاح الكعبة المشرفة مؤرخ في عام 1309ه، وباب الكعبة المشرفة الذي أمر بصنعه جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه عام 1363ه، وإطار للحجر الأسود يعود تاريخه لما قبل الدولة السعودية الأولى. وتحتوي قاعة الصور الفوتوغرافية على مجموعة من الصور النادرة لمكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة يعود تاريخها لعام 1298ه، والتي أهداها للمعرض صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله. أما قاعة المسجد النبوي فتضم بابا من الأبواب الرئيسية للمسجد النبوي يعود تاريخه للتوسعة السعودية الأولى عام 1373ه، وهلال المئذنة الرئيسية في المسجد النبوي يعود تاريخه لأوائل القرن الرابع عشر. وحول العمود الداخلي للكعبة المشرفة قال: يعد العمود أحد الأعمدة الثلاثة التي كانت داخل الكعبة المشرفة ويرجع تاريخها إلى عمارة الكعبة المشرفة في عهد عبدالله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما عام 65ه، وتم استبدالها بالترميم الأخير للكعبة المشرفة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في عام 1417ه، ويتكون العمود من قاعدة مربعة الشكل قوام زخرفتها وريدات وفروع وأوراق نباتية تتكرر بكامل القاعدة. وفي سؤال عن سلم الكعبة المشرفة قال: سلم الكعبة المشرفة أحد أبرز ما يحتويه المعرض ويتكون هذا السلم من إحدى عشرة درجة يحف بها من الجانبين درابزين يتكون من الحشوات المستطيلة الشكل الرأسية الوضع قوام زخرفتها فروع وأوراق ووريدات مرسومة بأسلوب الباروك والركوكو أما واجهة السلم فيزينها عقد نصف دائري زخرف من أعلاه بأشكال زخرفية نباتية وهندسية كما زينت زوايا السلم من أعلاها بأشكال رمانات قوام زخرفتها زخرفة قشور السمك، ويعتمد هذا السلم على عجلات من الحديد ويعد من أهم التحف الخاصة بالكعبة المشرفة لثرائه الزخرفي وكبر حجمه.