ربما لا نبالغ إذا قلنا إن مصر بعد 30 يونيو نجت من كارثة محتمة. كانت ستقع في حفرة نصبها الإخواني محمد مرسي، الذي لم يكن رئيسا لمصر بقدر ما كان زعيم جماعته وعشيرته كما يكرر في خطاباته. ولم يتوان عن التهديد بسيل من الدماء على الأرض، هذا فضلا عن تسريب الغاز لحماس، والتقارب مع إيران والبعد عن الخليج والتفاوض مع قوى إقليمية خطرة تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار. ولأن «عقيدة الجيش» المصري أصيلة، رضعت من تراب الأرض والوطن، استطاعت أن تقف مع «المصالح الوطنية» و «الأمن القومي المصري» ومع «إرادة المجتمع المصري» الذي هب غاضبا ومطالبا بعزل مرسي من الرئاسة المصرية رغبة في الكرامة ورغبة بإنقاذ مصر. هذا المدخل مهم لفهم مسار الانتخابات المصرية الحالية. مصر تحتاج إلى السيسي، ورجال أعمال كثر صرحوا بأنهم يعتقدون أن فوز السيسي سيجعل مصر أكثر استقرارا. آخر هؤلاء رئيس مجلس إدارة مجموعة «mbc» الشيخ وليد البراهيم، في حوار معه ذكر بأن مصر ستكون أكثر أمنا واستقرارا. مصر تحتاج إلى الخليج والخليج أيضا يحتاجها. لن ننسى الموقف المصري مع السعودية ودول الخليج أيام غزو العراق 1990 للكويت. بينما التنظيم العالمي للإخوان المسلمين كان ضد الخليج، وكذلك فعلت فلول اليسار وأصنام القومية. من جميل قول السيسي: «الشكر والتحية لحكيم العرب، وأؤكد على ضرورة تكامل مواقف البلدين في أوقات الشدة، وأن نكون معا دائما، ولا نسمح بأن تتأثر علاقتنا مرة أخرى. ثانيا، إن خدمة أهداف الأمن القومي المصري والسعودي هي أن نتكامل. إن الحس القومي العربي استدعانا لأن نكون متشابكين ونشد على أيدي بعضنا بعضا. نحن نحتاج لهذا دائما. ذكرت في وقت سابق أن مصر لن تقف متفرجة أمام أي تهديد لأي دولة خليجية، وما بيننا «مسافة السكة»، وهذا يعني أنه في حالة أي عمل يهدد أي دولة وتم استدعاء مصر.. فورا نلبي - وأكرر «مسافة السكة». هذه هي مصر العظيمة، فلتكن مستقرة دوما ففي استقرارها طمأنينة خليجية، وعربية، ودولية.