اليوم.. يكمل مجلس التعاون الخليجي عامه الثالث والثلاثين من مسيرة حافلة بالإنجازات خطت فيها المملكة نهجا حكيما وأخويا في علاقاتها مع الدول الخليجية. ويرى مسؤولون خليجيون ومحللون وخبراء أن مجلس التعاون طالما شكل الدرع الحصين لدول مجلس التعاون الخليجي، وكان ولا يزال الدعامة الرئيسة لأمن واستقرار الخليج، معربين عن أملهم في بلورة هذه المسيرة بالاتحاد الخليجي. وتأكيدا على أهمية ورمزية هذا اليوم، يرعى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، الحفل الذي تقيمه الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتأتي هذه المناسبة لتؤكد أن قيام هذا الصرح الشامخ جاء بعزيمة وتصميم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس وتجسيدا لرؤيتهم الثاقبة وإيمانهم بما يمثله هذا الكيان من دور حيوي في حاضر الدول الأعضاء ومستقبل شعوبها وما يعود به عليهم من النفع والخير والعزة، فمجلس التعاون وخلال مسيرته التي استكملت 33 عاما، يزداد رسوخا مع مرور الزمن وتشابك دوله في عصر التكتلات التي يشهدها العالم حاليا. كما أن المجلس بعزم القادة وتوجهاتهم السديدة، والتفاف مواطنيه حول قياداتهم، قد خطا خطوات مهمة نحو الأهداف التي نص عليها نظامه الأساسي في كافة المجالات بدءا بتوحيد المواقف السياسية في المحافل الدولية تجاه القضايا العادلة التي تتبناها دول المجلس، ومرورا بإنشاء السوق الخليجية المشتركة، وتحقيق مكتسبات المواطنة التي تقوم على مبدأ أساسي وهو أن يتمتع مواطنو دول المجلس الطبيعيون والاعتباريون بالمعاملة الوطنية في أي دولة من الدول الأعضاء، بحيث تتوفر لهم جميع المزايا التي تمنح للمواطنين في جميع المجالات وعلى وجه الخصوص المسارات العشر للسوق الخليجية، وهي التنقل والإقامة، والعمل في القطاعات الحكومية والأهلية، والتأمين الاجتماعي والتقاعد، وممارسة المهن والحرف، ومزاولة جميع الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية والخدمات، وتملك العقار، وتنقل رؤوس الأموال، والمعاملة الضريبية، وتداول الأسهم وتأسيس الشركات، إضافة إلى الاستفادة من الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية فتحقق لمواطني دول المجلس المساواة في هذه المسارات. وأولت قيادة المملكة جل اهتمامها بالشأن الخليجي وعملت بكل صدق ومحبة وإخلاص على تحقيق ما فيه خير شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها. فمنذ القمة التأسيسية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة في الحادي والعشرين من شهر رجب عام 1401ه الموافق الخامس والعشرين من شهر مايو 1981م برزت مواقف القيادة السعودية بالفعل قبل القول في دعم العمل الخليجي والنهوض به على المستويين الداخلي والخارجي. وتجلى اهتمام القيادة السعودية بمجلس التعاون الخليجي منذ تلك القمة، حيث عبر جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- عما يحمله من رؤية ثاقبة تجاه إنشاء هذا الكيان بقوله -رحمه الله- في تصريح أدلى به لوكالة أنباء الإمارات عقب وصوله إلى أبوظبي: «إننا نتطلع أن يكون لهذا التجمع الخير للأمة الإسلامية». وأكد جلالته أن هذا التجمع يعمل لخير المنطقة ولا يهدف من قريب أو بعيد بطريق مباشر أو غير مباشر للإضرار بأحد، فهو ليس تكتلا عسكريا ضد أي فريق وليس محورا سياسيا ضد أي قوى.