ولدي الذي يبلغ عمره 9 سنوات، يعاني من تأخر ظهور أحد الأسنان الأمامية العلوية مقارنة بالأسنان الأخرى، كما ألاحظ أن طريقة تحدثه غير طبيعية ولا أعرف إن كان ذلك بسبب الأسنان أم له سبب آخر؟ يعتبر تأخر بزوغ الأسنان وما يصاحبها من التأثير على صحة ونفسية الطفل من أهم الموضوعات التي تقلق الأطفال وآباءهم، وذلك لأن الأسنان الأمامية لها أهميتها في زيادة ثقة الطفل بنفسه، كما أن لها دوراً هاماً في وظائف الفم الحيوية، مثل التحدث وعملية تقطيع الطعام. ظهور القواطع العلوية تكون في العادة بين عمر 7 - 9 سنوات والسفلية بين 6 - 8 سنوات مع بعض الاختلاف الشخصي. أحيانا قد يتأخر بزوغ إحدى هذه الأسنان وقد يكون ذلك طبيعياً ولا يقتضي أي علاج، أما في حال تأخر ظهور السن لمدة تزيد عن 6 أشهر بالمقارنة مع السن المماثل له في نفس الفك، فينبغي على استشاري التقويم فحص الطفل للتأكد من أسباب التأخر. من بعض أسباب التعثر وجود زيادة في الأسنان عن العدد الطبيعي، عدم سقوط الأسنان اللبنية والتصاقها بعظم الفك، تعرض أسنان الطفل لحوادث السقوط والاصطدام في الصغر، تزاحم الأسنان نتيجة عدم تناسق حجمها مقارنة بحجم الفك، وجود ما يعيق هذه الأسنان من تكيسات دهنية وما شابهها، وجود اختلال في شكل تاج أو جذر السن، لذلك من الضروري الكشف على المريض ومتابعته مبكراً حتى يتسنى تشخيص الحالة وعلاجها بطرق التقويم الصحيحة إذا اقتضى الأمر. في العادة يكون العلاج باستخدام أسهل الوسائل المتاحة لإزالة الأسنان اللبنية حتى تظهر السن المتعثرة في المكان الصحيح، غير أنه في بعض الأوقات قد نضطر إلى التدخل الجراحي الموضعي لإزالة التكيسات الدهنية وأي مسببات أخرى تعوق ذلك. يمكن لنا أيضا تركيب أجهزة التقويم عندما تكون السن المغمورة في غير مكانها الطبيعي لتسهيل عملية تحريكها بصورة سلسة إلى موضعها الصحيح في فك الطفل. تقويم الأسنان في هذه الحالات قد يستمر من 12 - 24 شهراً بحسب الحالة، غير أن ذلك ضروري لحصول الطفل على ابتسامة صحية وجميلة. ينبغي كذلك التنويه إلى أن هذه المشكلة قد تحدث للأنياب وليس للقواطع الأمامية فقط، حيث إن الكثير من الحالات التي نشخصها في عيادات تقويم الأسنان تكون لأطفال يعانون من اندثار الأنياب في الفك وعدم بزوغها. مع الأسف، غالبية الأطفال وذويهم لا يكونون على علم مسبق بذلك لعدم زيارتهم لاستشاري التقويم في المراحل العمرية الأولى، حيث إن اندثار الأنياب في فك الطفل قد يتسبب في تكون فراغ عند سقوط السن اللبني، كما قد يؤدي إلى تحرك الأسنان الطبيعية الأخرى بشكل عشوائي لعدم وجود الناب المندثر في مكانه الطبيعي، وقد يتسبب ذلك أحيانا في حدوث تكيسات دهنية وتآكل في جذور الأسنان بسبب ميلان السن وضغطها على الأسنان المجاورة في فك الطفل. أود التأكيد على أن عملية تقويم الأنياب هي عملية دقيقة وهامة وينبغي معالجتها بالطرق العلمية الصحيحة لتجنب حدوث مضاعفات للأسنان الأخرى لا قدر الله، ونصيحتي لكل الآباء هي استشارة استشاري التقويم مبكراً حتى يتأتى فحص مواقع الأسنان عند بلوغ المريض عمر 9 - 10 سنوات، وذلك للتأكد من بزوغها في المكان الصحيح مستقبلا، وتفادي بعض المشاكل والآثار الجانبية التي قد تصاحب ذلك في حال عدم التنبه لها في المراحل الأولى من عمر المريض. د. حسين البيض استشاري مساعد تقويم الأسنان مركز طب وجراحة الفم والأسنان مستشفى المركز الطبي الدولي