فريق رداء في جدة شكل اختراقا في حالة الصمت التي تعتري الأوساط فيما يتعلق بزي المرأة وجمالها، إذ لا توجد «مرجعيات» لتصميم الأزياء، برغم وجود كنوز من البارعات في هذا المجال .. وجاء تشكيل فريق رداء في مبادرة طيبة وكتأكيد من غرفة تجارة جدة على اهتمامها بقضايا وهموم المرأة، فتم اختيار لجنة المصممات من بين 100 مصممة .. ليأتي الاختيار في العضوية من 10 مؤسسات للأزياء، ترأسهن مصممة الأزياء أميمة عزوز التي عرفت بتصميماتها ذات الطابع الشرقي. ملابس الأوبريت عزوز التي أنجزت قبل فترة تصميم ملابس وأزياء فناني أوبريت الجنادرية، تقول: إن هناك دراسة تقول بأن 10 مليارات ريال تغادر إلى خارج الوطن مقابل شراء واستيراد ملابس، وهي في الغالب أزياء غريبة من الخارج لا تتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا، فكان الهدف الأساسي من إنشاء الفريق هو استثمار المبالغ لتصرف في الداخل لتنمية الاقتصاد السعودي والإسهام في الحفاظ على مقدرات الوطن. تواصل أميمة عزوز لتقول: إن فريق رداء بادر إلى اتخاذ خطوات إيجابية في هذا الجانب، منها اختيار العضوات وتخصيص دور إداري لكل عضو حتى يكون الفريق كتلة واحدة يعمل بنشاط في «فن التصميم»، الذي يحتاج إلى تثقيف وتعريف بالمصممة السعودية وتسليط الضوء على مهنيتها لتكون انطلاقتها نحو العالمية لا العكس.. حيث تجد كثير من المصممات التشجيع والتحفيز من خارج الوطن. وعن العقبات تقول عزوز: إنها تتمثل في عدم وجود دار عرض للأزياء لاعتقاد البعض بأنه مخالف للقيم والتقاليد، علما بأن العروض تكون مقتصرة على النساء فقط وبأزياء محتشمة وساترة. لجنة العشرة فاطمة قربان، مصممة الأزياء وأم الحرفيات ونائبة رئيس لجنة المصممات في فريق (رداء) أوضحت أنه كانت هناك عديد من المحاولات لتكوين لجنة خاصة بالمصممات ولم تنجح.. لكن المساعي الأخيرة حققت نجاحا كبيرا، حيث أخذت اللجنة الأخيرة الوقت الكثير لتحديد الهدف والآلية وتشكيل الهيكل الإداري المكون من 10 مصممات هن: أميمة عزوز، فاطمة قربان، سميرة نيازي، بثينة باجون، منى ريحان، فاطمة المحمادي، رنا ريري، صبيحة الأفغاني، وسميرة إدريس. والفريق اتخذ رؤية وطنية بحتة في سعودة المنتجات من الملابس ومستلزماتها، كما وضعت اللجنة عدة خطط مستقبلية نأمل أن تجد التأييد والتنفيذ، مثل إنشاء مصانع تدار بأيد نسائية، وإنشاء خط إنتاج لملابس الطالبات في جميع المراحل، وإنشاء مصنع للجلابيات الشرقية والعباءات. كلنا منتجون وأضافت المصممة قربان، أن طموح لجنة العشرة يتمثل في إنشاء أكاديمية متخصصة ومتميزة لتعليم أسس التصميم وفنونه وتعليم الخياطة، حيث أن الاثنين لا ينفصلان، فلا خياطة دون تصميم ولا تصميم دون خياطة. وتشير إلى أن لجنة (رداء) تطمح كذلك إلى إقامة خط أزياء خليجي يواكب الموضة العالمية ويتوافق مع البيئة والمجتمع ويتصف بالذوق الشرقي الأصيل. وكشفت أن اللجنة الآن بصدد تأسيس مركز خاص للمصممات السعوديات بصفة دائمة. وعن الخطط المستقبلية تقول: إن أهمها إقامة مهرجانات للملابس التراثية بغرض إبراز آخر خطوط الموضة الخليجية، بحيث ينافس نمط خطوط الموضة العالمية وكذلك عمل شراكة خليجية لمصممات الأزياء. وتوضح قربان أنه لا يمكن الحصول على شيء بسهولة، لذلك بذلت اللجنة جهودا كبيرة وجبارة حتى تم تأسيسها، وتعتمد على الهدف الأساسي في نشر ثقافة المنتج المحلي من الأزياء والتي ستصمم بأيد عضوات اللجنة. وأضافت أن الفريق وجد دعما كبيرا من الغرفة التجارية في جدة خاصة من رئيس لجنة (كلنا منتجون ) فيصل باطويل. معرض المؤاخاة المصممة فاطمة قربان تتمنى دعم الجهات المختصة لنشاط الفريق مثل تبني المبدعات، وإيجاد مرجعية أو كيان لهذه الشريحة، وإنشاء معاهد تدريب وأكاديميات في فن التصميم، حيث تهدف اللجنة إلى احتضان المصممات الشابات والهاويات وتوفير فرص عمل كبيرة لهن مع اتجاه الجهات المختصة إلى تأنيث بعض المهن، ومن الأحلام عمل شراكات مع البنوك ودعم الموهوبات عن طريق بنك التسليف السعودي وصندوق الموارد البشرية لتسهيل إجراءاتهن في إعداد دراسة الجدوى. قربان كشفت ل «عكاظ» أن فريق رداء ولجنته اتخذ عهدا يعتبر من أكبر مهامه في دعم الأسر المنتجة وإقامة المعرض الأول تحت سم (المؤاخاة) حيث تكفلت كل عضوة بأكثر من 10 هاويات.