«التصرف السيئ يخطف الأنظار»، تذكرت هذه المقولة وأنا أتابع ردود الفعل على تصريحات رئيس نادي الشباب الأخ خالد البلطان بعد فوز ناديه بكأس الملك من على أرض استاد الملك عبدالله «الجوهرة»، وهي بلا شك متباينة ولا تعكس وجهة نظر البلطان الذي أجزم بأنه لا يؤيد الكثير منها. شخصيا، كنت أتمنى أن لا يكون البلطان منفعلا ولا مستعرضا ولا مسيئا لأحد، وأن يكون أكثر رزانة من غيره، خاصة بعد أن أتيح له شرف السلام على راعي المباراة ووالد الجميع، وبعد أن خطف فريقه الكأس الغالية بجدارة واستحقاق. ولأن البلطان يكرر بل ويصر بأنه يقدح من رأسه، ولا أدري من أين كان سيقدح لو لم يقدح من رأسه، فأعتقد بأنه على ثقة من سلامة موقفه، وقدرته على إبطال قرار ايقافه، وبالتالي لم يكن هناك أي مبرر لهذه الاستعراضات التي لا تليق بالبلطان إن على المستوى الشخصي أو الرياضي. أتمنى أن لا ينجرف خالد البلطان وراء ما يقدحه الآخرون من رؤوس غيرهم، وأن يبتعد عن هذه اللغة التي عفى عليها الزمن، وأن يدرك بأن العقلاء وحدهم يتندرون من تصريحاته، ويستغربون أن تصدر من رجل في مقامه، وأن يظهر لنا كما عرفناه رزينا وهادئا بعيدا عن الغمز واللمز. كلي ثقة بأن البلطان لن يستمر في مسلسل القدح لعدة اعتبارات، أهمها: ايمانه المطلق بأن الجميع في هذا الوطن سواسية، وأن تماديه في هذا الأسلوب لا يخدمه شخصيا، وأن السكوت أو التغاضي عن عباراته لن يستمر. وكلي ثقة أيضا، بأن البلطان يعلم أكثر من غيره بأنه لا يستطيع مصادرة تاريخ الرجال الذين خدموا الوطن، وفي مقدمتهم أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي جاء من رحم الرياضة، ولم يدخلها من بوابة المحسوبية أو أداء الواجب نيابة عن الآخرين، وأنه يعمل بفكره البحت، لا وفق إملاءات تفرض ويجب تنفيذها «طرقا على الخشم». أمنيتي الأخيرة لأخي خالد البلطان، أن يعود إلى جادة «الرزانة»، بمصالحة تاريخية مع كل من يختلف معهم، يثبت من خلالها أنه يستمد قوته باعتماده على آرائه وأفكاره التي أسهمت في تحقيق ناديه لكثير من البطولات.