تشهد المملكة حاليا تنفيذ أكبر تمرين ومناورة عسكرية في تاريخها تحت مسمى «سيف عبدالله» وذلك بمشاركة ثلاث وزارات عسكرية (الدفاع ممثلة في القوات المسلحة وأفرعها، الحرس الوطني، والداخلية) مدعومين بعدد كبير من الطائرات المقاتلة والعمودية والسفن الحربية والمركبات القتالية والدبابات والمنظومات الصاروخية وباستخدام الذخيرة الحية. وينفذ هذا التمرين الضخم في ثلاث مناطق على مستوى المملكة هي: المنطقة الجنوبية والمنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية، وتتم التمارين والمناورات في آن واحد وتدار عملياتها من مركز عمليات واحد من منطقة الرياض. ويحاكي تمرين ومناورات «سيف عبدالله» جميع الظروف المتوقعة للحرب لا سمح الله ومن جهات مختلفة لحدود المملكة، حيث يشهد التمرين عمليات قتالية جوية وبحرية وبرية وبكافة التضاريس والظروف، وذلك لوضع جميع القوات المسلحة والقطاعات العسكرية على أهبة الاستعداد عند وقوع أي مكروه - لا سمح الله. ويعد الهدف الرئيس لتمرين ومناورات «سيف عبدالله»، تطوير القدرة الدفاعية والرد على أي تهديدات للأمن القومي للمملكة العربية السعودية، وتعود فكرة المناورات استنادا إلى ما يشهده العالم من تحديات وعدم استقرار. وكما هو معروف عن سياسة المملكة ودائما ما تؤكد عليه القيادة الرشيد مرارا وتكرارا وفي مواقع ومواقف عديدة بأن القوات المسلحة السعودية هي قوات سلم وسلام، فيما تشدد المملكة دائما بأن سياستها واضحة وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة من الدول، وفي الوقت نفسه تؤكد وبشدة بأنها لن تسمح كذلك لكائن من كان بالتدخل في شؤوننا الداخلية. ولكن وفق موقع المملكة حاليا في منطقة تعج بالأحداث الملتهبة، لما تحويه أراضيها من خيرات ومقدسات، لذا فإن من الحكمة بناء قوة تحمي هذه الخيرات وتلك المقدسات. ويأتي تنفيذ المملكة تمرين ومناورات «سيف عبدالله» كأي قوات مسلحة في العالم، ووفق ما تسعى إليه القوات المسلحة السعودية دائما وأبدا في استمرار عملية التعليم والتدريب وبشتى وسائله وأنواعه، وخاتمة صنوف التدريبات، هو إجراء التمارين الميدانية بالذخيرة الحية. ولأهمية تمرين ومناورات «سيف عبدالله» تقوم «عكاظ» وعلى مدى ثلاثة أيام متواصلة بنقل فعالياته المقامة في ثلاث مناطق وتبدأ اليوم الأحد بالجزء الأول منها في المنطقة الجنوبية، وغدا الاثنين في المنطقة الشرقية، وبعد غد الثلاثاء في المنطقة الشمالية. ففي المنطقة الجنوبية تنفذ القوات المشاركة في تمرين ومناورات «سيف عبدالله»، التمرين العملياتي بالذخيرة الحية، في مناورة تحاكي الظروف المتوقعة وفق تضاريس المنطقة الجنوبية للتصدي لهجمات المتسللين المعادي والمفاجئ لتلك المناطق، حيث تمكن المشاركون من ضبط الهجوم بنجاح وإصابة الأهداف المفترضة بدقة عالية. وشهد التمرين مدى الكفاءة التي يتمتع بها رجال القوات المسلحة ومقدرتهم على استخدام المعدات والتجهيزات والأسلحة المتطورة وهو اختبار حقيقي تحت الظروف الطبيعية لاختبار الجاهزية القتالية لرجال القوات المسلحة للوقوف على جميع المهام التي يكلفون بها مستقبلا. وبرز في التمرين مشاركة الإسناد الطبي في ميادين تحاكي حربا حقيقة، وذلك من خلال تشكيل سرايا الطبابة التي تم إسنادها بالأدوية وكافة المعدات الطبية، حيث استطاعوا تنفيذ عمليات إخلاء للمصابين والجرحى عن طريق طائرات الإخلاء الطبي، حيث أظهرت كافة أطقم الإسناد الطبي تدريبا عاليا في عملية إخلاء الجرحى من الميدان. وأثبتت التمارين التي تجري في المنطقة الجنوبية صحة القرارات التي اتخذت وأثبتت أن الخبرات التي اكتسبها رجال القوات المسلحة والحرس الوطني ووزارة الداخلية لم تذهب هدرا، كما حققت جميع الأهداف التي وضعت لهذه المناورات، واستطاعت الوحدات المشاركة رفع قدراتها الدفاعية والهجومية. ورأى المشرفون على تمرين ومناورات «سيف عبدالله» في المنطقة الجنوبية أن هذه المناورات نفذت بنجاج كبير، أما المراقبون فيعتبرونها بالغة الأهمية خصوصا مع تنامي عدم الاستقرار في كل مكان من المنطقة وهي تعد تمارين واختبارات مشتركة للقوات المسلحة السعودية لاختبار قدرتها القتالية لتكون على أهبة الاستعداد لتنفيذ المهام التي ستوكل إليها إذا تطلب الأمر. يذكر أن القوات المسلحة تعمل منذ سنوات على تطوير وتحديث برامجها لمواكبة التطور التقني في التسليح والتي تجعل من الضروري وضع البرامج الرامية إلى تطوير المقاتل عن طريق التعليم، والتدريب، والتطبيق الفعلي، حيث يأتي هذا التمرين متمما للنهج التدريبي الذي اعتادت عليه القوات المسلحة، ممثلة بأفرعها الأربعة، البرية، الجوية، البحرية، الدفاع الجوي وقطاعات القوات المسلحة الأخرى وبمشاركة فاعلة من وزارتي الحرس الوطني والداخلية. ويأتي تمرين «سيف عبدالله» بأن يغدو الجندي السعودي قادرا على مواجهة التحديات المستقبلية، لاسيما وهو يتعامل مع أجهزة متقدمة جدا من الناحية التقنية لتحقيق المرونة، وخفة الحركة، والحشد النيراني.