لقد أثلج صدورنا ذلك القرار الحكيم لقائد هذه الأمة، وبمباركة من سمو ولي عهده الأمين، وموافقة ومباركة من هيئة البيعة، باختيار سمو سيدي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا لولي العهد نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، ما يعكس تلاحم قادة وأبناء هذا الوطن الغالي بعضهم ببعض، وحرص واهتمام قائدنا العظيم بشأن البلاد حاضرا ومستقبلا، حيث كان اختيار سيدي سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز اختيارا يصب في مصلحة الوطن والمواطن والرجل المناسب في المكان المناسب، مما يبعث برسالة اطمئنان لأبناء هذا الوطن على مواصلة المسيرة المباركة التي سار عليها قادة هذا البلاد المباركة، ابتداء من المؤسس رحمه الله، ومرورا بأبنائه البررة الذين سخروا أنفسهم لخدمة البلاد والعباد ورفع راية التوحيد عاليا، وكذلك رسالة إلى العالم أجمع بأن هذه الدولة المباركة مستقرة، وستبقى بإذن الله مستقرة، وأنها بأيادٍ أمينة تسير بها نحو التقدم والازدهار وتحافظ على مركزها وثقلها بين دول العالم الأكثر تأثيرا في إرساء دعائم الأمن والاستقرار للعالم أجمع، خصوصا أنها الحصن الأول لدين الله في أرجاء المعمورة وسند وعون للدول العربية والإسلامية. إن هذا القرار الحكيم يعزز الثبات لوطننا ومن حولنا، خصوصا في ظل الصراعات التي يشهدها العالم والمنطقة العربية على وجه الخصوص، ما يزيد من فرص الاستقرار للمنطقة، ويبعث برسالة واضحة لمن يزرع العداء والفتن بأن هذه البلاد المباركة بإذن الله لن تكون إلا مصدرا للأمن ورادعا لمن تسول له نفسه المساس بأمنها واستقرارها، بفضل تمسكها بكتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو النهج الذي سارت عليه وسوف تسير به إلى أبد الآبدين. وفي ظل هذه الظروف السابقة الذكر تتجلى الرؤية الثاقبة من قبل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله بقاءه ومتعه بالصحة والعافية، حيث النظرة البعيدة الأمد لاستمرار الاستقرار والشفافية التي عودنا عليها حفظه الله في جميع شؤون هذه البلاد وتدعيم تطورها في جميع المجالات وترسية سبل الرخاء والعيش الكريم للوطن والمواطن. ومن أهم مكاسب هذا القرار الحكيم باختيار سمو سيدي الأمير مقرن بن عبدالعزيز هو الوقت، حيث يعد هذا الوقت وهذه المرحلة من أهم المراحل والقرارات التي اتخذت لما يمتع به سمو سيدي الأمير مقرن بن عبدالعزيز من مميزات القادة الذين خدموا هذا الوطن الغالي في مجالات عدة، حيث كان سموه أحد القادة العسكريين الذين دافعوا عن تراب هذا الوطن ومقدساته بكل تفانٍ وإخلاص، وبعد ترجله من السلك العسكري تشرف بالعمل الإداري، وتحديدا أميرا لمنطقة حائل التي شهدت في وقت إمارته لها تطورا ملحوظا، ما جعل ارتباط اسمه حفظه الله بتلك المنطقة وأهلها الذين أحبوه وجمع القلوب في محبته، وبعد ذلك تشرف سموه بإمارة منطقة المدينةالمنورة التي بها قبر ومسجد خير البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام وساهم في تطورها والاهتمام بالمسجد النبوي الشريف، وبعد ذلك تم تعيينه رئيسا للاستخبارات العامة، حيث شكل هذا المنصب منعطفا هاما في مسيرة سموه الحافلة بالعطاء والإنجازات. ونظرا للخبرة التي اكتسبها في تلك المهام التي تشرف بالعمل بها، ولثقافته وحبه للعلم والمعرفة والتفاني بما يوكل إليه بكل اقتدار وحكمة، ولثقة ولاة الأمر حفظهم الله بهذا القائد، حيث تم اختياره نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ومستشارا خاصا لخادم الحرمين الشريفين، وبنظرة ثاقبة ورؤية مستقبلية وبالأيمان بقدرات هذا القائد الذي يمتاز بصفات قيادية كبيرة مسلحة بالعلم والثقافة، ولما امتلكه من خبرة، وفي ظل الظروف السابقة الذكر، تتجلى الرؤية الثاقبة لقائد هذه الأمة المحب لأمته لهذا الرجل القيادي ليتم اختياره بمنصب ولي ولي العهد حفظهم الله ورعاهم، فهنيئا لنا برجل وقائد عظيم يكمل حرص القيادة المباركة على مستقبل الوطن الغالي، ويواصل مسيرة البناء والعطاء، تحت ظل خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين أمد الله في عمريهما للسير بهذا البلد في طريق التقدم والأمن والأمان وخدمة أبناء شعبهم وأبناء المسلمين، سائلين الله العظيم أن يوفق ويعين سمو سيدي الأمير مقرن بن عبدالعزيز على تحمل هذه المسؤولية التي هو أهل لها إن شاء الله، وأن يحفظ أمن واستقرار وطننا الغالي وجميع أوطان المسلمين.