أشعلت التصريحات التي أدلى بها نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، مؤخرا، حول إمكانية إلغاء انتخابات الأندية الأدبية والعودة إلى نظام التعيين في ظل فشل تجربة الانتخابات، الجدل بين صفوف المثقفين والأدباء، وفتحت المجال للتكهن بوجود نوايا لدى الوزارة للعودة إلى نظام التعيين، ما دعا الكثير من المثقفين إلى معارضة هذا التوجه والدعوة إلى تحرى النزاهة في تطبيق الانتخابات بدلا من إلغائها.. حول ذلك، نفى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة في حواره مع «عكاظ» ما تردد ونشر مؤخرا عن نية الوزارة إلغاء انتخابات الأندية الأدبية، مؤكدا عدم تدخل الوزارة واقتصار دورها على الإشراف، وأوضح أن اللائحة الجديدة الأندية ستعلن قريبا، فإلى تفاصيل الحوار: في البدء، معالي الوزير هل ستقوم وزارة الثقافة والإعلام بالفعل بإلغاء انتخابات الأندية الأدبية والعودة للتعيين بدلا من الانتخابات؟ وما مدى صحة الأقوال التي ترددت بتعيين النصف وانتخاب النصف الآخر للمجالس الأدبية؟ هذا كلام غير صحيح، ولقد أخذ كلام وحديث الدكتور عبدالله الجاسر مبتورا، وهو غير حقيقي، وأؤكد أن الانتخابات ستبقى كما هي، ونريد فقط من النخب الثقافية التي تمثل في الأندية أن تعطينا مثلا رائعا لمفهوم الانتخابات بصورة ممتازة وجيدة، ونعد ألا تتدخل الوزارة في الانتخابات على الإطلاق، وإذا تواجدت الوزارة فسيقتصر حضورها على الإشراف مثلما يحدث في أي انتخابات في العالم، نراقب فقط ولا نتدخل لا من قريب ولا من بعيد، هناك آليات موجودة للانتخابات، واللائحة الخاصة بالانتخابات ستقر من الجميع، وهي كتبت ودرست من قبل المختصين في الأندية الأدبية، ونحرص على أن تتمتع كل الأندية الأدبية بالاستقلالية الكاملة، وهي تمارس نشاط مجتمع محلي مطلوب، ونريد انطلاقها بدون قيود، والمثقف والأديب يعرف مسؤولياته وهو من هذا الوطن ويعرف حدوده ويعرف ما للوطن من حقوق ولا يحتاج إلى وصاية عليه، أما ما ذكر عن أن تعيين نصف الأعضاء وانتخاب النصف الآخر، فهذا كلام غير صحيح إطلاقا، وأنا عبر «عكاظ» أقول ذلك. أثارت آلية انتخابات الأندية الأدبية السابقة الجدل، ودفعت الكثيرين إلى التشكيك في نتائجها.. فهل ستستمر تلك الآلية الإلكترونية في الانتخابات المقبلة، أم سيستعاض عنها بالطريقة الورقية المتعارف عليها عالميا؟ العالم كله استخدم الطريقة الإلكترونية، فلماذا نخاف ونصر على الورقية، ولا سيما أن الأندية الأدبية تقوم على تنفيذ هذه الآلية بنفسها، واللائحة الجديدة التي وضعها المثقفون ولم تتدخل فيها الوزارة ستتلافى الأخطاء، وستوضح الأمور، وتجربة الانتخابات السابقة تعد تجربة أولى، ولا بد أن تكون هناك أخطاء، فلسنا منزهين من الأخطاء، ولم ندع أيضا عدم وجود ثغرات، ولكن ومن خلال التجربة السابقة باستطاعتنا تجاوز كل الأخطاء بطريقة مدروسة، ولا سيما أننا نتطلع إلى استمرار هذه المسيرة بطريقة واعية ومتميزة بإذن الله تعالى. متى تصدر لائحة الأندية الأدبية الجديدة معالي الوزير؟ اللائحة الأدبية الجديدة ستصدر قريبا، ولقد شارك فيها عدد من المختصين من الأندية الأدبية والمثقفين. ولكن، اسمح لي دكتور عبدالعزيز هناك شكاوى وقضايا وأحكام ضد لجنة الانتخابات بوكالة الوزارة، حول بطلان الانتخابات؛ مثلما حدث بنادي أبها الأدبي وغيره من الأندية، الأمر الذي دفع عددا من المثقفين وأصحاب شكاوى إلى اعتبارها تلاعبا بالانتخابات؟ لا نريد أن نسميها تلاعبا أو غيره، وحين نتلفظ بهذه الأوصاف في تلك المسألة، نتهم نصف المثقفين أو المثقفين أنفسهم، ولا يصح أن يتراشق المثقفون بهذه الألفاظ على الإطلاق، وإذا كانت هناك أخطاء أو ثغرات تسببت في هذه المشاكل فسيجرى تلافيها في المستقبل. في ضوء ما ذكرتم هل ستكون إلكترونية أم بالطريقة الورقية؟ سواء أكانت ورقية أم إلكترونية، كل نادٍ أدبي يحدد الطريقة التي تناسبه ويتصرف وفق المصلحة المناسبة. طرحت قضية المراكز الثقافية، مؤخرا، فهل من المحتمل رؤية المراكز الثقافية كبديل للأندية الأدبية وفروع جمعية الثقافة والفنون؟ موضوع المراكز الثقافية لا يزال قيد الدراسة ولا يعد مجرد قرار إداري فردي، والوزارة تخطط لمشاركة كل المختصين والمثقفين فيه كمشروع، ونفكر الآن في جدوى الاتجاه إلى تطبيق فكرة المراكز الثقافية، والتي تضم الأندية الأدبية، بالإضافة لجمعية الثقافة والفنون وغيرها، ولاسيما أنها مطبقة الآن في كل بلاد العالم، وتشمل كل ضروب الفكر والثقافة والفنون والأدب والفن التشكيلي والمسرح والموسيقى وكل ما يتعلق بالفن والثقافة والأدب. فنحن نطرح فكرة المراكز الثقافية بمفهومها الشمولي للبحث، ولن تنفرد وزارة الثقافة والإعلام بالقرار في هذا الموضوع الذي يهم المثقف والأديب والفنان، نريد طرحها كبحث وبعد ذلك نتخذ القرار، ونتطلع إلى التركيز على بحث الموضوع بدلا من تشتيته، حتى يخرج هذا المشروع بصيغة صحيحة، ولا سيما أنه ليس موضوعا إداريا، ويجب أن ينبثق من التصورات الثقافية والحضارية للمجتمع المدني في بلادنا، حتى يشملنا مركب واحد متوازن، وبناء على ذلك أطرح قضية المراكز الثقافية للبحث من خلال صحيفة «عكاظ»، وأتطلع إلى سماع رأي المثقفين والأدباء فيها، ودعونا نطلع على كافة المقترحات في هذا الشأن ونتخذ القرار النهائي إن شاء الله. وماذا عن جائزة الدولة التقديرية للأدب؟ وما مدى احتمالية عودتها في رؤية جديدة؟ نحن الآن بصدد فكرة إنشاء هيئة عليا للثقافة والآداب والفنون، وهناك عمل كبير في هذا الشأن، وكذلك الحال بالنسبة لجائزة الدولة التقديرية للأدب، ونحن ماضون في الإعداد لها حتى تصدر وتقر بشكل مدروس ومنظم والعمل بها قريبا بإذن الله. شكرا لكم معالي الوزير على تجاوبكم مع «عكاظ». أتطلع إلى أن تتبنى «عكاظ» أخذ آراء المثقفين في إنشاء المراكز الثقافية، وأرغب في الاستماع لآراء لمثقفين والأدباء من خلال صحيفتكم.