نحاول دائما وأبدا أن نطوع أقلامنا على أن تكون حرة وواضحة في طرحها، تصدح بالحق، ولا تسلك منعطفات وعرة تقودها للسقوط في مستنقع النقد الجارح والمسيء، ولم نتحول يوما ما إلى خفافيش يبهرها نور الشمس، وتختفي خلف أسماء مستعارة لتأنس بالظلمة، وتنفرد بالسدح والردح ونشر المغالطات، عقب كل قضية تثار في الوسط الرياضي، وهذه الحالات تنتشر في الشبكة العنكبوتية.. حفنة من الخفافيش يختفون خلف أسماء مستعارة مختلفة الأهداف والتوجهات. هناك من تجبره الأعراف الاجتماعية والقوانين والمحظورات هروبا من الوقوع في مصيدة الحساب والعقاب، وهناك من يتخذ هذا الأسلوب كنوع من الشهرة يخفي شخصيته الأصلية، بحثا عن اسم جماهيري يحقق له سرعة الانتشار. وفريق آخر ينتشر في الفضائيات، يبحث عن «الشو» والشهرة، إلى جانب المكاسب المادية، وتجده يركض خلف «المايكات» و«الفلاشات».. تحت مسميات ليس لها علاقة بالصدق والحيادية المطلوبة في مهنة المتاعب.. مدافعا عن قضية خاسرة، تراه مهزوز الحجة يجيد الجدل البيزنطي، ويروج لأهداف شخصية، حتى لو وصل به الحال إلى المراوغة والكذب.. ورغم وضوح الحقائق إلا أنه يكابر، حتى بعد سقوط الأقنعة لتكشف التوجهات والأهداف.. من ملف أزمة الاتحاد، مرورا بنقل مباراة التتويج، وانتهاء بملف انتقال الجبرين.. تطاول هؤلاء على قمة الهرم الرياضي، وكتبوا المعلقات وتباروا على الظهور في الفضائيات، مرتدين عباءات المحاماة، وحاملين أجندات المرافعات، ولم يرق لهم كشف الحقائق، وسقوط الأقنعة، وتسابقوا في سرد وثائق حقوق الإنسان قبل الحيوان، واستمروا في غيهم وتدليسهم، وأمام كل مواجهة صريحة يظهرون تعصبهم، ويحاولون أن يثبتوا عكس الحقائق المنطقية؛ لأن التعصب يوحي إليهم بأنهم على حق، وأن طرحهم لا يقبل النقاش، ويجادلون بالباطل الذي يقوم على أسس غير موضوعية وغير عقلانية، وتفشل محاولات إقناعهم بأنهم واهمون ومضللون، ويصدرون الأحكام العجولة على كل من لا يتوافق مع ميولهم، ولا يعطون لأنفسهم الفرصة لفحص الأدلة والبراهين.. ويقعون في كارثة التعميم المفرط، الداء الذين يبتلون به بعيدا عن الرؤية المنصفة؛ لهذا فإن المتعصب يكون في الغالب محروما من التوازن العقلي والانفعالي الذي يتمتع به الأسوياء.