بعد أن كتبت مذكراتها عام 2003م وتناولت فيها حياتها كامرأة وكزوجة للرئيس الأسبق كلينتون الذى حكم الولاياتالمتحدة ولايتين ما بين 1993 حتى 2001 فى كتاب بعنوان «تاريخ حي»، تعود هيلاري كلينتون مرة أخرى لإصدار كتاب عن تفاصيل وأحداث السنوات الأربع التي قضتها كوزيرة للخارجية في الفترة ما بين 2009 إلى 2013. في أعقاب خوضها الانتخابات الرئاسية لعام 2008، قالت كلينتون إنها بعد خسارتها توقعت أن تعود إلى تمثيل نيويورك في مجلس الشيوخ ولكنها تفاجأت من منافسها الذي فاز بترشيح الحزب الديمقراطي حينها، والرئيس المنتخب باراك أوباما، يطلب منها أن تنضم في إدارته كوزيرة للخارجية. ومن ثم انطلقت بعدها لخوض تلك التجربة الفريدة وما دار خلال السنوات الاستثنائية والتاريخية الأربع التي تلت ذلك، والخيارات الصعبة التي هي وزملاؤها واجهوها. لقد واجهت هيلاري كلينتون الوزيرة السابعة والستين لوزارة الخارجية الأمريكية والتي قطعت أكثر من مليون ميل خلال رحلاتها المكوكية لزيارة 112 دولة على مدى أربعة أعوام قضتها في ذلك المنصب الحساس العديد من القضايا والإشكاليات في حقبة معقدة سبقتها حربان واسعتان خاضتهما الولاياتالمتحدة في أفغانستان والعراق خلال فترة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش وتبعها العديد من الأحداث العاصفة كثورات الربيع العربي وظاهرة ركود الاقتصاد العالمي وصعود نجم الصين على الساحة العالمية وعودة الحرب الباردة مع روسيا وتزايد التهديدات من إيران وكوريا الشمالية، وأمور عديدة أخرى لا حصر لها. من هذا المنطلق.. كانت حسابات هيلاري كلينتون وإدارتها للأزمات، والخيارات، والتحديات التي واجهتها خلال أربع سنوات قضتها كوزيرة للشؤون الخارجية للولايات المتحدة، وكيف دفعت تلك التجارب نحو تحديد رؤاها المستقبلية فرصة محفزة لصقلها في كتاب. وتقول كلينتون في مقدمة كتابها «خيارات صعبة» الذي سيصدر في شهر يونيو القادم عن دار «سيمون آند شوستر» للنشر: «كل واحد منا يواجه خيارات صعبة في حياته»، وفي خضم أربع سنوات قضتها في قلب الوقائع والأحداث أضافت كلينتون بأن «الحياة تتعلق بصنع مثل هذه الخيارات، والطريقة التي سنتعامل بها مع هذه الخيارات هي التي تشكل ماهية الشخص الذي سنكون». وتقدم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في كتابها المرتقب وصفا وتحليلا لعدد من المحادثات الدبلوماسية على أعلى المستويات وهي هامة جدا لفئة القراء المهتمين بدراسة العلاقات الدولية، وكذلك تقدم تحليلا للكيفية الأفضل لاستخدام «القوة الذكية» لتوفير الأمن والازدهار في عالم سريع التغير.