يفتتح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في باريس اليوم معرض الحج، الذي تنظمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس، حيث يهدف المعرض إلى التعريف بفريضة الحج كركن من أركان الإسلام، وما يرتبط بهذه الرحلة الإيمانية من قيم المساواة والتسامح، وما تحظى به من مكانة في قلوب المسلمين في جميع دول العالم. «عكاظ» حاورت المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، الذي أكد أن المعرض يعد أحد آليات المكتبة لنشر الثقافة والمعرفة، والتعريف بالتراث الإنساني، الذي تمثل الأديان أحد أهم ركائزه، فضلا عما يمثله المعرض من نافذة للتعريف بالحج باعتباره ركنا من أركان الإسلام وما يرتبط به من قيم المساواة والتسامح والتعايش بين ملايين المسلمين على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم وثقافاتهم.. وفيما يلي نص الحوار: لماذا معرض الحج الآن وهل ثمة ارتباط بين المعرض ومبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- للحوار بين أتباع الأديان والثقافات؟. بكل صدق أقول إن فكرة إقامة معرض الحج ولدت منذ عدة سنوات في إطار جهود المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتيسير أدائهم لمناسك هذه الفريضة الغالية. وكانت هناك قناعة لدى إدارة المكتبة بأهمية تنظيم هذا المعرض ليس فقط لإبراز جهود المملكة في خدمة الحجيج أو التعريف بالحج باعتباره ركنا من أركان الإسلام، بل التعريف بكل ما يرتبط بهذا التجمع الإيماني العظيم من كافة الجوانب الإيمانية والثقافية والتاريخية من خلال آليات عملية وواضحة. والحقيقة أن معرض الحج يؤكد أن الدين يمثل الركيزة الأساسية والمحور الرئيسي لكثير من الثقافات، وأن المعرفة بالخصائص الثقافية لأي ثقافة لا تتحقق دون معرفة موضوعية رصينة بهذه الركيزة، ومن ثم بأن التعريف بالحج والقيم الإيمانية والإنسانية المرتبطة به يدعم فرص الحوار الموضوعي الهادف بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى، كما أن الحج نفسه يوفر فرص التعارف والتعايش بين ملايين المسلمين على اختلاف ثقافاتهم وجنسياتهم وحتى مستوياتهم التعليمية والثقافية، ومن هنا يتجلى ارتباط المعرض في أهدافه مع مبادرات خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ونحن نتطلع بأن يكون هذا المعرض رافدا لتفعيل هذه المبادرة وتحقيق أهدافها. وكيف ترون رعاية فخامة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لافتتاح معرض الحج؟ ودلالات ذلك؟ - هذه الرعاية تمثل تتويجا لترحيب كافة الجهات الحكومية والثقافية في فرنسا باستضافة فعاليات المعرض، كما تعبر عن علاقات الصداقة الوطيدة التي تجمع المملكة وفرنسا على المستويين الرسمي والشعبي، وتأييد فرنسا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، التي يعد معرض الحج أحد آلياتها. هل ثمة توجه تصنيفي لفعاليات معرض الحج في باريس؟ للمعرض ثلاثة مسارات أساسية، المسار الأول منها للتعريف بالحج منذ عهد نبي الله إبراهيم عليه السلام وبناء الكعبة المشرفة وكذلك التعريف بالطرق التي كان يسلكها الحجاج قديما من بلدانهم باتجاه مكةالمكرمة، في حين يتناول المسار الثاني للمعرض الحج باعتباره تجربة إيمانية وإنسانية ويتضمن شرحا لمفهوم الحج وشعائره ومناسكه، أما المسار الثالث فيتم التركيز فيه على أهمية مكةالمكرمة بوصفها مدينة عالمية مقدسة، ويلقي الضوء على التطور الكبير الذي شهدته مكةالمكرمة خلال المائة عام الماضية بما في ذلك المشروعات الكبرى التي نفذتها الدولة رعاها الله لخدمة وراحة الحجيج. هل تقتصر أعمال المعرض على عرض القطع المتحفية أم تتضمن فعاليات أخرى؟ طول فترة المعرض التي تستمر لمدة 3 شهور كاملة تتيح فرص كبيرة لإقامة باقة من الفعاليات المصاحبة للمعرض، بالإضافة إلى تنظيم زيارات للبعثات الدبلوماسية للمعرض، وهناك برامج لاستضافة طلاب المدارس والجامعات الفرنسية، وعرض بعض المواد الفيلمية عن الحج.