تنطلق اليوم فعاليات "معرض الحج" بالعاصمة الفرنسية باريس، برعاية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي تستمر فعالياته لمدة ثلاثة أشهر، في محطته العالمية الثانية بعد أن أقيم قبل عامين في المتحف البريطاني في لندن، حيث يعرض أكثر من 230 قطعة متحفية يتم عرضها لزوار معرض الحج منها 53 قطعة متحفية من المملكة، إلى جانب كتابات لعدد من المستشرقين من جنسيات مختلفة، التي سجلت لانطباعاتهم عن الحج خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، إضافة إلى عرض عدد كبير من اللوحات الفنية والمخطوطات لمبدعين وكتاب ومفكرين وعلماء من مختلف الجنسيات. كما يشهد "معرض الحج" في تجربة جديدة، تتمثل في ركن خاص لشهادات الحجاج والهدايا التذكارية المرتبطة بالحج، وكذلك المقتنيات التي قد يملكها الحجاج من مختلف الجنسيات، إلى جانب الأعمال الأدبية عن الحج بمختلف اللغات. يقول المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر: إن "معرض الحج" الذي تنظمه المكتبة بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس، يعد أحد آليات المكتبة لنشر الثقافة والمعرفة والتعريف بالتراث الإنساني، التي تمثل الأديان احد أهم ركائزه، فضلاً عما يمثله هذا المعرض من نافذة للتعريف بالحج باعتباره ركناً من أركان الإسلام، وما يرتبط به من قيم المساواة، والتسامح، والتعايش بين ملايين المسلمين على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم وثقافاتهم. ابن معمر: الاستضافة الفرنسية تجسد الصداقة الوطيدة بين المملكة وفرنسا ومضى ابن معمر وفي حديثه مشيدا برعاية فخامة الرئيس الفرنسي فرنسوا هو لاند لافتتاح معرض الحج، مؤكداً أن ذلك يجسد عمق العلاقات الوطيدة بين المملكة وفرنسا على المستويين الحكومي والشعبي، وتأييد فرنسا لمبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - للحوار الحضاري ومد جسور التواصل المعرفي بين أتباع الأديان والثقافات. أما عن أهداف المعرض فقال ابن معمر: حملت مكتبة الملك عبدالعزيز على عاتقها منذ تأسيسها بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مسؤولية نشر الثقافة والمعرفة وخدمة التراث العربي والإسلامي والقيام بدور فاعل في مد جسور التواصل المعرفي بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى، واستمراراً لهذا الدور الثقافي كانت مبادرة المكتبة لتنظيم المعرض قبل عامين بالمتحف البريطاني، حيث كشفت التجربة في محطتها الأولى بالعاصمة البريطانية لندن، أهمية المعرض في التعريف بالحج بين أبناء المجتمعات الغربية، حيث نسعى من خلال معرض الحج إلى تعميق فهم أبناء المجتمعات الغربية لأهمية الحج وتاريخه ومناسكه والقيم المرتبطة به، باعتباره تجمعًا للسلام والمحبة والتعارف بين المسلمين من جميع دول العالم، والاحتفاء بكل التراث الثقافي الذي يستلهم قيم الحج باعتباره تراثاً إنسانياً عالميا، مشيرا إلى أن معرض الحج يؤكد بجلاء أن الدين يمثل الركيزة الأساسية والمحور الرئيسي لكثير من الثقافات، وأن المعرفة بالخصائص الثقافية لأي ثقافة لا تتحقق دون معرفة موضوعية رصينة بهذه الركيزة. وعن دلالات إقامة هذا المعرض في محطته الثانية بالعاصمة الفرنسية باريس، فلكونها تعد واحدة من أهم عواصم الثقافة والفكر في أوربا والعالم ولاسيما في ظل وجود عدد كبير من الجاليات الإسلامية العربية في فرنسا، حيث يؤكد ابن معمر أن هذه المحطة للمعرض تهدف إلى التواصل مع أعداد كبيرة من الناطقين باللغة الفرنسية بعد النجاح في التواصل في محطته الأولى ببريطانيا مع أعداد كبيرة من الناطقين باللغة الإنجليزية، وهو ما يعبر عن عالمية المعرض وعالمية الحج. وعن رعاية فخامة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لافتتاح معرض الحج قال ابن معمر: هذه الرعاية تمثل تتويجاً لترحيب كافة الجهات الحكومية والثقافية في فرنسا باستضافة فعاليات المعرض، كما تعبر عن علاقات الصداقة الوطيدة التي تجمع المملكة وفرنسا على المستويين الرسمي والشعبي، وتأييد فرنسا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والتي يعد معرض الحج أحد آلياتها، معبرا عن شكره لفخامة الرئيس هولاند على رعايته وتشريفه لافتتاح المعرض، رافعا الشكر -أيضا- لصاحب السمو الملكي عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية، رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة جهوده ومتابعته لكافة إجراءات تنظيم معرض الحج وحرصه على توفير أرقى المعايير والمواصفات في تنظيم المعارض، مشيدا بدور معهد العالم العربي في باريس على جهوده المشكورة في تنظيم المعرض. أما على مستوى التوجه (التصنيفي) لفعاليات "معرض الحج" فقد أوضح ابن معمر أن المعرض يجسد ثلاثة مسارات أساسية، أولها: التعريف بالحج منذ عهد بني الله إبراهيم عليه السلام وبناء الكعبة المشرفة، والتعريف بالطرق التي كان يسلكها الحجاج قديماً، في حين يتناول المسار الثاني التجربة الإيمانية والإنسانية، متضمنا شرحاً لمفهوم الحج وشعائره ومناسكه، وصولا إلى المسار الأخير الذي يركز على أهمية مكةالمكرمة بوصفها مدينة عالمية مقدسة، ويلقى الضوء على التطور الكبير الذي شهدته مكةالمكرمة خلال المائة عام الماضية، بما في ذلك المشروعات الكبرى التي نفذتها الدولة لخدمة وراحة الحجيج. واختتم ابن معمر حديثه في هذا الجانب، بأنه وفق هذا التصنيف يتم عرض المقتنيات التراثية والمجسمات والمخطوطات واللوحات والصور الفوتوغرافية بأحدث تقنيات العرض، إلى جانب ركن خاص للتعريف بالمشروعات الضخمة التي نفذتها حكومة المملكة لخدمة الحجاج، في الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وسقيا زمزم وغيرها من المشاريع العملاقة لخدمة ضيوف الرحمن.