يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا مهما ظهر اليوم الأربعاء، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي سيطلع الوزراء على مختلف جوانب الموقف، والبدائل المطروحة وتصوراته لكيفية التعامل مع التحديات التي تفرضها إسرائيل. ويناقش الاجتماع الموقف الذي يواجهه الفلسطينيون بالمفاوضات من خلال عدة عناصر أساسية، في مقدمتها مستقبل هذه المفاوضات التي ستنتهي في 29 أبريل الجاري، والضمانات التي يتعين توافرها للموافقة على تمديدها، والرفض الإسرائيلي لتوجه أبو مازن إلى منظمات واتفاقيات دولية، بجانب المطلب الإسرائيلي«المرفوض عربيا بالإجماع» بضرورة الإقرار بيهودية الدولة. واستبقت الجامعة العربية الاجتماع برفضها للضغوط التي تمارس ضد الفلسطينيين سواء كانت إسرائيلية أو حتى أمريكية، لمنعهم من الذهاب إلى المنظمات الدولية. من ناحية أخرى، أفصح مسؤول رفيع المستوى بالجامعة عن تداول اقتراح بين الفلسطينيينوالولاياتالمتحدة بشأن تمديد المفاوضات الجارية مع إسرائيل بوساطة أمريكية إلى نهاية العام الجاري. وكشف الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح في تصريحات خاصة ل«عكاظ»عن شروط قال أنها وضعت ويتعين الوفاء بها من أجل القبول بهذا التمديد، معتبرا أنها تمثل ضمانات مطلوبة للطرف الفلسطيني قبل القبول بهذا التمديد. وأفصح أن هذه الشروط تتمثل في وضع أفق نهائي للمفاوضات بحيث تسفر عن اتفاق نهائي لللتسوية. وأن تشمل المفاوضات إطلاق سراح جميع الأسرى المتفق عليهم، وأن يستند أي اتفاق على حدود 4 يونيو1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس. والتعهد بوقف إسرائيل باعتبارها سلطة احتلال أي أعمال تمثل انتهاكات سواء ضد الشعب أو الأراضي والمقدسات خلال هذه الفترة. وأن تضمن الولاياتالمتحدة بوصفها الراعي لهذه المفاوضات تنفيذ إسرائيل الاتفاق الذي يتم التوصل إليه، وفرض عقوبات على الطرف الذي يخل بالتزاماته. لكن مصادر إسرائيلية ذكرت، أن مقترحا أمريكيا قدم للفلسطينيين والإسرائيليين، بتمديد المفاوضات شهرين مقابل إطلاق سراح الأسرى، ووقف توجه الفلسطينيين لمنظمات الأممالمتحدة، وقالت إن الطرفين لم يردا على المقترح، بانتظار دراسته. واعتبرت مصادر فلسطينية، أن التصريحات الأمريكية التي تصف المفاوضات بأنها إيجابية «مجرد خدعة» هدفها منح المزيد من الوقت للوسيط الأمريكي لمحاولة منع انهيارها. وكشفت أن جلستي التفاوض اتسمتا بالعنف اللفظي والاختلاف الكبير وعدم الاتفاق، ولكن مارتن أنديك طلب من الجانبين أن يصدر تصريح أمريكي مقتضب يخفف من حدة الأمور. وأفاد دبلوماسي أمريكي مطلع على المفاوضات، أن الفجوات كبيرة، إلا أن الطرفين ملتزمان بتضييقها.. على صعيد متصل، أكدت مصادر عربية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) يسعى للحصول على قرار عربي يؤكد وقوف الدول العربية عبر الجامعة وراءه في كل الخطوات التي أقدم عليها. وقال مصدر في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية: إن مشروع القرار الذي سيصوت عليه وزراء الخارجية العرب يقوم على دعم السلطة الفلسطينية على مسارين أحدهما سياسي والآخر اقتصادي.