العلاقة بين الأندية والاتحادات الرياضية يفترض أن تكون على درجة عالية من الود والاحترام.. فالاتحادات هي المشرع والمراقب على الأندية كل في تخصصه، ومظلة الجميع أندية واتحادات رعاية الشباب واللجنة الأولمبية التي ترعى مصالح الجميع وفق آلية محددة ونظم تتساوى فيها كل الأندية في الحقوق والواجبات.. أذكر وأذكر بذلك بعد أن لمست نظرة استعلائية من جانب إدارة الهلال تجاه اتحاد القدم الذي يجب أن يعرف الهلاليون أنه مرجعهم ومظلتهم، كما هو مرجع ومظلة كل فرق القدم من النصر بطل البطولتين إلى أصغر فريق في الدرجة الثالثة! في ليلة التتويج، غاب الهلال صاحب المركز الثاني دونما سبب يبرر هذا الغياب، ولا سيما أن الرابطة أبلغت الفرق المكرمة بضرورة حضور مندوبيها، فحضر الجميع وغاب الهلال، ليزداد السؤال سؤال الغياب بأسئلة أخرى معنية بهذا التصرف الهلالي الذي يجب أن تعرف إدارته أنها تحت النظام، إلا إذا كانت ترى عكس ذلك، فهنا لنا حديث آخر وحوار آخر.. اتحاد القدم، يا إدارة الهلال، جاء وفق صناديق الاقتراع كنتم جزءا منها بعيدا عن أين ذهب صوتكم، وينبغي أن تتعاملوا معه على أنه صاحب قرار وصاحب صوت نافذ عليكم وعلى غيركم وفقا للوائح، وعلى هذا الأساس نتمنى أن تتنازلوا عن نظرتكم لهذا الاتحاد، فهو رضيتم أم لم ترضوا يملك القدرة على تطبيق لوائحه وأنظمته عليكم أسوة بكل الفرق التابعة له! إلا إذا كنتم ترون أن هذا الاتحاد ضدكم، فعليكم برفع ما ترونه ضدكم للجمعية العمومية التي أنتم أعضاء فيه، مع يقيني التام أن أحمد عيد وزملاءه في الاتحاد واللجان لم يأتوا لخلق عداوات مع الأندية، بقدر ما جاءوا للمساهمة في تطوير كرة القدم.. وأنتم، أيها الهلاليون، أحد المفاصل المهمة في هذا التطوير! نبشت في الملفات، بحثت عن ما يبرر هذه المواقف من قبل الهلال مع الاتحاد السعودي، ولم أجد إلا تصريحات هلالية تقول: الله يعيننا أربع سنوات على هذا الاتحاد، وقول آخر أكد فيه رئيس الهلال أن صوت الهلال ذهب لابن معمر ولم يذهب لأحمد عيد، وبحثت عن سبب هذه التصريحات ولم أجد أي موقف من الاتحاد يعطي الهلال حقا في هذا التوجه الذي لن يضر الاتحاد السعودي لكرة القدم بقدر ما يقلل من الهلال! أحترم كثيرا الأمير عبدالرحمن بن مساعد وأقدر بحثه عن مصالح ناديه، وهذا من حقه، لكنني لست معه في ما يفعله مع الاتحاد من تجاهل في حضور مندوب الهلال في يوم التتويج ولا معه في هذه المواقف غير المبررة تجاه الاتحاد.. الهلال واحد من مائة وأربعة وخمسين ناديا كلها تمارس كرة القدم ومرجعها اتحاد يرأسه أحمد عيد، وما يطبق على هذه الأندية يطبق على الهلال. أما هذه المواقف التي يتخذها الهلال والإعلام المنتمي له ضد هذا الاتحاد بسبب عدم نجاح مرشحهم، فهذا شأن آخر لا علاقة للاتحاد به، فهو هم خاص لا يمكن أن يكون حجة في يد الهلال أو غيره، ولا سيما أن الانتخابات الصراع فيها يبدأ وينتهي عند الصناديق، ولولا مجاهرة الهلال بذلك لما عرفنا لمن صوت.. ثم لو الأمور تؤخذ أو تقاس بهذا الأمر كان بلاتر صفى حسابات كثيرة مع اتحادات كثيرة، لكنها كرة القدم لعبة الأخلاقيات.. فعودوا لنا، يا هلاليون، فما لكم إلا اتحاد أحمد وعيد ومحمد النويصر وزملائهم! فأنتم، كما هي كل الأندية، مرؤوسون وليس رؤساء، وقرار الاتحاد طالما مستند على لوائح نافذ عليكم وعلى كل الفرق.. وأتمنى أن لا يؤخذ هذا الرأي على أنه انحياز للاتحاد ضد الهلال، بقدر ما هي وجهة نظر من وحي أحداث آخرها مزعج، وأقول: مزعج؛ لأن غياب أي فريق عن التتويج لا يمكن أن يكون إلا كذلك. وأجزم أن هذا الغياب هو تجاوز على النظام وعدم احترام للمناسبة، إلا إذا كان لدى الهلال نصا يجيز لهم ذلك، فهنا إن قدموا النص سنطالب الاتحاد بتكريم الهلال في ناديه. !!Article.extended.picture_caption!!