يجزم كثير من الشباب العاشق لبراري القصيم، أن هيئة السياحة لا تعرف أجزاء كبيرة من الطبيعة الساحرة في منطقتهم، فلا هم زاروها، ولا فتحوا المجال أمام استثمارها سياحيا. وينظر هؤلاء الشباب إلى البراري والصحاري الذين اعتادوا التخييم فيها، مستغلين تحولها إلى بساط أخضر بنزول الأمطار في الفترة الماضية، على أنها طبيعة ساحرة يجب ألا تفوت فرصة استغلالها بما يعود بالنفع على المنطقة وشبابها باعتبار منطقتهم بيئة جاذبة للمتنزهين. ويعتقد الشباب أن الرزق الذي حظيت به أراض واسعة في منطقتهم، لو استغلت بشكل جيد لوفرت مئات الوظائف للشباب الباحث عن عمل، معتقدين أن الهيئة العامة للسياحة والآثار أخفقت في استغلال المتغيرات البيئية التي طالت القصيم والأجواء الربيعية في عشرات الروضات، مشيرين إلى أن الهيئة لم تستفد من الربيع، ولم تلتفت لدورها في وضع رسومات بيانية أو معلومات عن مواقع التخييم، لتبقى الاجتهادات الشخصية هي السبيل الوحيد لمن أرادوا النزهة في الربيع. وفيما يتساءل البعض عما إذا كان التنظير سيكون الشغل الشاغل للهيئة بعيدا عن الدور العملي، يعتبرون غياب هذا الدور ربما أفقد الكثير من الأهالي فرصة الاستمتاع بالطبيعة، بعدما لم يجدوا سوى لوحات تشير إلى مواقع بجوار بعض المواقع تمثل هي الأخرى اجتهادات من بعض البلديات عن بعض الروضات أو غيرها تكون في الطريق السريع بين المناطق، دون أن تتوفر معها أي خدمات، ولو طلبت الهيئة خدمات الهواة والعارفين بالبراري فإنها قادرة على وضع خريطة سياحية مختلفة في الصحاري دون أن تتكلف الكثير من المصاريف. لكن مدير عام فرع هيئة السياحة المكلف بالقصيم إبراهيم المشيقح، والذي يعترف بما تجود به المنطقة من مقومات سياحية شتوية وتنوع بيئي، يعتقد أنه كان هناك عمل جاد من الهيئة والشركاء بالمنطقة لتطوير هذه المنتزهات بالشكل الذي يتناسب مع طبيعتها وبما يحقق سهولة الوصول لهذه المواقع والتمتع فيها من قبل السواح والمتنزهين دون الإضرار بالبيئة. وبين أن الهيئة تساهم في تطوير مخططات لبعض هذه المواقع، كما ساهمت بدعم فعاليات تقام في هذه المنتزهات مثل مهرجان ربيع بريدة ومهرجان الغضا، أيضا يتم العمل بشكل مستمر على التعريف بهذه المنتزهات من خلال مطبوعات الهيئة ومن خلال التسويق الإلكتروني عبر موقع اكتشف القصيم وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمنطقة وبالهيئة، بالإضافة إلى الترويج لهذه المواقع من خلال التنسيق المستمر مع منظمي الرحلات السياحية ومن خلال برامج تدعمها الهيئة لتنفيذ رحلات سياحية تتضمن زيارة مواقع التنزه البري والبيئي بالقصيم بشكل مخطط ومنظم. وأضاف المشيقح، كما عملت الهيئة على التوعية بأهمية المحافظة على المنتزهات البرية وأساليب التنزه الصحيحة والتي تساهم بالحفاظ على البيئة من خلال تنفيذ برنامج لا تترك أثر بمنطقة القصيم والذي نفذ هذا العام في كل من المنتزهات البرية بالطرفية والغضا، وشارك فيه عدد من أفراد المجتمع المهتمين بالرحلات البرية بالقصيم، كما يتم وبشكل مستمر تركيب عدد من اللوحات الإرشادية التوعوية حول البيئة والمحافظة عليها في الطرق المؤدية إلى مواقع التنزه الطبيعي بالمنطقة، بالإضافة إلى ما يتم نشره من خلال المطبوعات الورقية والرسائل الإلكترونية. ويرى مدير عام البرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار عبدالله المرشد، في تقرير له أن الهيئة نظمت منذ إنشائها العديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية والتراثية والرياضية والترويحية خلال فصلي الشتاء والربيع في مختلف المملكة التي تشتهر بالسياحة الشتوية، مما ساهم في جذب السائح والمواطن والمقيم على حد سواء، وتوفير أجواء شتوية وربيعية مناسبة لهم لقضاء أمتع الأوقات خلال حضورهم لهذه والفعاليات والمهرجانات المتنوعة. وشدد على أن الهيئة تعمل على تنمية السياحة الشتوية بالمملكة، من خلال تحقيق مشاركة المجتمع المحلي في الأنشطة السياحية وتحقيق الفائدة الاقتصادية منها من خلال بيع منتجاتهم المرتبطة بتراث الصحراء، وتشجيع الاستثمارات في الفعاليات والمنتجات التراثية المنتجات وتوجيهها وترشيدها بما يحقق أهداف المستثمر، ورفع جودة المنتج والأداء في تنظيم الفعاليات، وإيجاد وجهات سياحية جديدة وتصميم فعاليات تتناسب مع نشاطات السياحة الشتوية بصحاري المملكة. وأكد اهتمام الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع القطاعين العام والخاص على تنظيم الأنشطة والفعاليات في صحاري المملكة بما يتناسب والعادات والتقاليد والعمل على تنمية الصحاري تنمية مستدامة تتماشى مع رؤية الهيئة، وذلك لاستغلال حب عامة الشعب السعودي لتنظيم الرحلات الشتوية لصحاري المملكة وممارسة التخييم وكافة الأنشطة والفعاليات ذات العلاقة بتراث الصحراء المادي وغير المادي.