أكد مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، أن المجمع جهة علاجية تقدم الرعاية الطبية النفسية للمرضى وتعمل على تأهيلهم وإعطاء المواعيد للمتابعة في العيادات الخارجية، وليس من مهامه إيواؤهم بعد انتهاء علاجهم، فهو يسعى لتقديم الرعاية المطلوبة منه لأكثر عدد من المرضى. وبين في بيان حول حادثة القتل التي وقعت في السويدي، أنه ليس من صلاحيات المجمع إجبار المرضى على الحضور لمواعيدهم في العيادات الخارجية، ويتبقى الدور على أسر المرضى والمؤسسات الاجتماعية والأمنية. وشدد المجمع على عدم ربط المرض النفسي بالجريمة إلا بعد التأكد من خلال اللجنة النفسية الجنائية المختصة، مشيرا إلى أنه يخدم آلاف الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية ويمارسون حياتهم وأعمالهم وذلك بعد اكتمال جوانب الرعاية للمريض مع المجمع ومن أهمها رغبة المريض في العلاج وتعاون الأسرة واهتمامها ودعم المجتمع. وأضاف: بناء على ذلك يجب عدم التسرع في إطلاق مسببات القتل، حيث إنه بالنظر إلى ملف المريض اتضح أنه استفاد من خدمات المجمع أكثر من مرة في التنويم والعلاج وفي كل مرة يخضع للتنويم حتى تستقر حالته ويتم إخراجه بناء على قرار طبي وإلزام أسرته بمتابعة علاجه وحجز موعد له عند فريق طبي في العيادات الخارجية، ولكن في كل مرة لم يتم الالتزام بمراجعة العيادات الخارجية لمتابعة العلاج وكان آخر مراجعة له بتاريخ 20/10/1434ه لقسم الطوارئ وتم استقباله وأعطي العلاج اللازم وتم تحويله بموعد للعيادات الخارجية لمتابعة العلاج ولكن لم يتم إحضاره، وأحضر المريض بعد الحادثة للمجمع عن طريق الجهات الأمنية واتضح من خلال الفحوصات ثبوت تعاطيه مادة الحشيش، وهو ما يؤكد عدم وجود رغبة صادقة لديه في التوقف عن التعاطي، وعدم وجود رعاية للمريض ومتابعة من أسرته أو المجتمع. وجاء في البيان «رغم أن مجمع الأمل يعاني من ضغط كبير على التنويم في ظل اتساع خدماته وحاجة كل مريض للبقاء فترة طويلة في التنويم حتى تستقر حالته وهو ما يجعل دوران الأسرة بين المرضى بطيئا، فقد اتخذ عدة خطوات لتخفيف الضغط على التنويم ومن ذلك الطب المنزلي ومركز الإخاء الاجتماعي ومنزل منتصف الطريق وتطوير برامج العيادات الخارجية، ولكن نجاح هذه البرامج يكفله تعاون أسر المرضى والمجتمع ومؤسساته مع المجمع ، ولن ينجح علاج أي مريض في ظل عدم رغبته في العلاج وضعف الرعاية الأسرية وتخلي مؤسسات المجتمع عن دورها». وكان مصدر بالهلال الأحمر قد كشف عن وجود عدد من الحالات رفض استقبالها في طوارئ مجمع الأمل بالرياض بحجة عدم وجود أسرة شاغرة أو لأسباب أخرى. وبين المصدر أن المرضى يشكلون خطورة على أنفسهم وعلى الآخرين نتيجة لمرضهم النفسي أو إدمانهم للمخدرات، لافتا إلى وجود عدد من الحالات الخطرة من المدمنين أو المرضى النفسيين التي يجب السرعة في البت في أمرها وعلاجها. وأضاف: مرتكب جريمة حي السويدي غرب الرياض، كان منوما في مجمع الأمل، وهو يعاني من إدمان المخدرات، فكيف سمح بإخراجه رغم خطورته على الآخرين. إلى ذلك أوضح مصدر في المجمع ل«عكاظ» أن معضلة الأسرة وصعوبة التنويم ما تزال مستمرة، ولن يتم حلها بسهولة، وبالتالي استمرار المشكلة في عدم قبول المرضى، وهو ما يعني إمكانية تكرار مثل هذه الحادثة البشعة. وعن «منزل منتصف الطريق» وعدم القيام بدوره مع هذه الحالات، قال المصدر -فضل عدم ذكر اسمه- إن المنزل يعاني من خلافات حول تبعيته بين وزارة الصحة واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وهو عبارة عن مقر لتأهيل المتعافين تم انشاؤه بتبرع شخصي من أحد رجال الأعمال. وكانت مجموعة من الأمهات والأهالي اعربوا عن قلقهم من عدم تنويم المجمع لأبنائهم المرضى حيث تذكر أم أحد المدمنين أنها أحضرت ابنها عدة مرات، وفي كل مرة يعتذر المجمع بعدم القدرة على تنويمه لانعدام الاسرة الشاغرة. فيما ذكرت فتاة أنها تعاني من نفس المعضلة حيث يرفض المجمع استقبال أخيها وتنويمه بحجة عدم وجود سرير.