العتيق يقع في سوق الجامع الذي نسب إليه بحارة المظلوم وهو من أقدم مساجد جدة التاريخية وأجملها. يتميز المسجد بحجمه الكبير ونقوشاته الجميلة وساحته الوسطى المكشوفة للتهوية والإنارة الطبيعية. تعتبر منارته أقدم بناء بجدة التاريخية حيث يتراوح عمرها إلى 800 عام. وقد بنى هذا المسجد الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي رسول أحد ملوك اليمن الأيوبيين في القرن السابع الهجري وكان شافعي المذهب لذا سمي (مسجد الشافعي). وإن كانت أجزاء منه قد هدمت وأعيد بناؤها في القرن العاشر الهجري وتبع ذلك عدد من الترميمات آخرها في عهد الدولة السعودية الثالثة، إلا أن المنارة الأساسية بقيت دون تغيير. وكما هي عادة أهل الخير في جدة التاريخية فقد أوقف بعض الأهالي البيوت والمحلات للصرف منها على هذا المسجد العتيق. وقد أمر خادم الحرمين الشريفين قبل حوالى خمسة أعوام بترميم مسجدي الشافعي والمعمار. وبدئ بالشافعي على أن يؤجل المعمار حتى الانتهاء من مسجد الشافعي وحتى لا يتضرر المصلون من المنطقة المحيطة بالمسجدين حيث إنهما في نفس الحارة (المظلوم). ويشمل الترميم تدعيم الأجزاء السفلية والعلوية من المباني واستبدال الأجزاء المهترئة من الأخشاب مع المحافظة على الشكل القديم والنقوشات والزخارف بقدر الإمكان. ورغم مرور خمسة أعوام على أمر خادم الحرمين الشريفين وأربع سنوات على بدء الشركة المنفذة، إلا أن العمل بطيء جدا وفي كثير من الأوقات متوقف. وقد تضرر المصلون من أصحاب المحلات والبيوت المحيطة والذين تعودوا على الصلاة في هذا المسجد من تأخر المشروع بهذا القدر. كما تضرر أصحاب المحلات المجاورة وخصوصا الملاصقة للمسجد والتي تم إخلاؤها وهدمها وأبلغوا أن مدة المشروع ستة أشهر فقط. أخيرا، فإن هناك علامة استفهام كبيرة على الشركة المنفذة وقدرات وإمكانات العاملين بالمشروع ويبدو أن الشركة غير قادرة وليست مهيأة لإكمال مشروع كهذا.. وأرجو أن تتدخل الإمارة وهيئة السياحة والأمانة لإنقاذ هذا المسجد الجامع وإنهاء أعمال الترميم به ومن ثم البدء في المسجد الثاني الذي أمر بترميمه خادم الحرمين الشريفين وهو مسجد المعمار.