يتواصل الشد والجذب حول قرار منع الضرب «العقاب البدني» في مدارس التعليم العام في المملكة، على الرغم من مضى نحو 13 عاما على إقراره، فهناك من يؤيده، وآخرون يرفضونه بدعوى وجود طلاب وطالبات لا تجدي معهم مختلف وسائل الترهيب والترغيب التربوية. لكن الدراسات أثبتت في جميع دول العالم، أن الضرب لم يعد مجديا في العملية التعليمية، وبات أسلوب الترغيب والتشجيع مثمرا في إخراج طلاب متميزين قادرين على الإبداع والتألق في العديد من المجالات، فالمعلم النموذجي يستطيع أن يفرض احترامه على الجميع، دون الاستعانة بالعصا، من خلال التزامه بأداء رسالته على أكمل وجه، وتقديم صورة مشرفة عن التربوي الذي يأسر التلاميذ بأسلوبه القيم والشيق، وحرصه على تحبيبهم في المادة بتقديمها عبر طرق غير تقليديه، ولا يعني ذلك الاستغناء عن وسائل العقاب المشروعة، لكن يجب أن نفرق بينها وفق القصور والأخطاء الصادرة من الطالب، خصوصا أن بيئة التعليم لا تخلو من المستهترين، فالقضايا الأخلاقية تحال إلى لجنة السلوك والمواظبة في المدرسة ويطبق عليها الأنظمة واللوائح، أما إذا كان القصور ناتج عن تدني في التحصيل الدراسي فيجب أن يعالج بأسلوب الترغيب والتشجيع، ومنح الطالب الثقة في نفسه، وتخليصه من أي عقد، تضاعف معاناته، ويتحول العقاب البدني القاسي إلى وبال عليه، فباختصار اللاعب الرئيس في العملية التربوية الناجحة هو المعلم المنضبط المثالي الذي يسير طلابه وفق ما يريد دون اللجوء إلى العنف، الذي قد يؤدي إلى ردود فعل سلبية، وتشغل الطالب والمعلم عن الهدف السامي الذي جاءوا من أجله إلى المدرسة.