التجارب الاحترافية الثلاث للبرازيلي فينيسيوس ريتشي مع النصر ومن ثم الوحدة وأخيرا التعاون، جعلته من أشد المعجبين بالدوري السعودي، بل يعتبر تجاربه الثلاث هي الأهم في مشواره الاحترافي الطويل، مما قد يدفعه إلى إعادة النظر في ثلاثة عروض احترافية تلقاها من أندية خليجية وبرازيلية وضعها على الانتظار لاستكمال تجربته الناجحة مع سكري القصيم، متمنيا في الوقت نفسه، أن يحكم النصر قبضته على لقب الدوري وأن يتحقق للسكري حلم المشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا، ومؤكدا على أن حديث المحترف البرازيلي السابق بالنادي الأهلي «برونو سيزار» لا ينطبق على عموم اللاعبين البرازيليين الذين يرتاحون للعب هنا ويتأقلمون سريعا مع الأجواء الاجتماعية في المملكة. واضعا النقاط على حروف عدد من التفاصيل الخاصة بمشواره المقبل من خلال الحوار التالي: وقفت إدارة نادي التعاون معك في الأزمة الصحية التي تعرضت لها ابنتك مؤخرا، كيف وجدت الأمر من جانبك؟ كانت وقفة إنسانية صادقة قام بها المسؤولون في النادي، خففت علينا كثيرا من معاناة استمرت لثلاثة أيام كانت فيها ابنتي ترقد على السرير الأبيض، كما أن الإدارة كانت متفهمة للأمر وطلبت مني البقاء إلى جانب ابنتي طوال فترة العلاج حتى وإن تطلب الأمر غيابي عن التدريبات والمباريات الرسمية التي يخوضها الفريق. وبعد عودتها للمنزل، حضرت الإدارة وقدمت لها عددا من الهدايا القيمة وشخصيا لم استغرب هذا العمل الإنساني كوني لمست التعاون وروح الأسرة الواحدة منذ الأيام الأولى لي مع الفريق. هل تجد بأن مثل هذه الأجواء تعد عاملا محفزا ومساعدا ليقدم اللاعب المحترف جل عطائه ويبرز إمكاناته في الملعب؟ دون أدنى شك، مثل هذه الوقفات تساعدنا على نسيان ألم الغربة عن الديار والمرض، وتخلق روحا طيبة بين منسوبي النادي، كما أننا نملك مجموعة عظيمة من اللاعبين والجهاز الفني، إضافة إلى وجود إدارة متفهمة وقريبة تحاول دائما تذليل كل المصاعب التي تواجهنا. ولهذا، أجد أن نادي التعاون مكان مناسب بالنسبة لي وأنا حاليا مرتاح للغاية بالفترة الاحترافية التي أعيشها الآن وأقضي وقتا ممتعا للغاية مع الفريق. أعشق تحدى الكبار هذا الموسم يعتبر جيدا بالنسبة لك وسجلت سبعة أهداف جلها كانت مهمة للفريق، فما هو سبب بروزك بهذا الشكل اللافت؟ أنا لاعب أعشق التحدي ولعب المباريات الهامة، لأنها برأيي هي التي تصنع الفارق للاعب، فطوال مسيرتي الرياضية مع الأندية السعودية لعبت خمس مباريات أمام نادي الاتحاد سجلت خلالها خمسة أهداف، الأمر نفسه ينطبق على الأهلي، كما أني سجلت في مرمى الشباب ثلاثة أهداف وصنعت هدفين، فأنا أظهر أمام الفرق الكبيرة ولا أحتاج إلى مزيد من الظهور، فالجميع هنا يعرف من هو ريتشي. *هل تملك الرغبة في الاستمرار وقضاء باقي المدة مع التعاون، أم أنك تفضل خوض تجربة احترافية جديدة نهاية الموسم؟ أنا ملتزم بكامل بنود العقد مع نادي التعاون والتي تمتد لثلاث سنوات مر منها عام وتبقى عامان، وأما ما يخص المستقبل، فقد تلقيت ثلاثة عروض احترافية قوية من أندية إمارتية وقطرية وأخرى من البرازيل. الحلم آسيا وكيف ستتعامل مع العروض الثلاثة خاصة أن عقدك ما زال ساريا وتبقى عليه سنتين؟ حاليا كل تفكيري منصب على خدمة التعاون ومساعدة المجموعة لكي نصل بالفريق لدوري أبطال آسيا، وإسعاد جماهيره في الجولات الثلاث المقبلة والتي تعتبر بالنسبة لي فرصة جيدة لكتابة سطور جديدة في تاريخي، وفي نهاية الأمر أنا مؤمن بأن المستقبل ليس بيدي. كيف ترى التعاون حتى الآن في الدوري وإلى أي مرحلة تعتقد بأن الفريق سيصل في نهاية الموسم؟ نحن نحلم بتحقيق المركز الثالث والمشاركة آسيويا وتمثيل المملكة ومنطقة القصيم في مناسبة قارية كبيرة، فالتعاون لا ينقصه شيء، ونبقى الأجدر من وجهة نظري بالبقاء في المركز الثالث لولا مصادرة الحكام عددا من النقاط الهامة كما حدث أمام الشعلة، ففي ذلك اللقاء تحديدا تغاضى الحكم عن ركلتي جزاء صحيحتين من وجهة نظري، أعود وأكرر صحيحة ولا غبار عليها، هذه المباراة كانت مصيرية للنادي وبكل أسف خسرنا اللقاء بفعل فاعل ولكنها ليست النهاية. ألا ترى بأن جمع ست نقاط متتالية يعتبر شبه مستحيل خاصة أن المنافسة على المركز قوية والمباريات المقبلة صعبة؟ أؤمن بأن كل شيء ممكن وليس مستحيلا، تبقت لنا مباراتان في دوري عبداللطيف جميل أمام العروبة والنصر نستطيع الفوز وتحقيق ست نقاط وأنا مؤمن بأننا قادرون على تحقيق ذلك. نادم على الديربي وكيف ترى عمل المدرب الحالي للفريق؟ المدرب يقوم بعمل تدريبي وفق منهجية محترفة متقدمة، أنا جدا معجب بعمله، إضافة إلى ذلك، هو يملك جهازا مساعدا متمكنا ومتعاونا معنا، كما أن المجموعة تتصف بالقوة وتساعد أي جهاز فني على أداء عمله بأكمل وجه، بمساعدة رئيس النادي والذي أراه بمثابة الحظ السعيد للتعاون، فهو رجل يقود النادي بطريقة جيدة ونحن جميعا نعمل معه كعائلة واحدة. ظهر ديربي القصيم الأخير بمستوى خالف التوقعات بالرغم من الزخم الإعلامي المصاحب للمباراة، ما هي الأسباب بوجهة نظرك؟ أخالفك الرأي وأخالف كل من قال بأن اللقاء كان ضعيفا في المستوى، فقد قدم الفريقان مباراة قوية من الجانب التكتيكي ومن الطبيعي أن يطغى التحفظ على مجريات اللقاء نظرا لأهميتها، وبالنسبة لنا قدمنا كل شيء وكنا الأقرب لتحقيق الفوز ولكن الحظ وقف خصما عنيدا أمامنا، وشخصيا لست راضيا لأني لم أسجل في هذه المناسبة الهامة وحزين كوننا خرجنا بنقطة واحدة، ولكنني على قناعة تامة بأن المقبل أفضل. علاقات لا تنسى لعبت للنصر والوحدة والتعاون، أي الفرق الثلاثة تجده أقرب إلى قلبك، وأي التجارب تركت أثرا في مسيرتك الاحترافية؟ بالنسبة لي، النصر كان هو عشقي الأول وتجربتي معه ناجحة، تعرفت من خلالها على طبيعة الدوري السعودي، أما نادي الوحدة فأنا أشبهه بوالدتي كونه أعادني مرة أخرى واحتضنني واستطعت معه أن أثبت اسمي في ذاكرة المشجعين بمختلف ألوانهم. في المقابل، أرى أن نادي التعاون بمثابة أخي الأكبر نظير طرحه كامل الثقة بإمكاناتي. هي ثلاث علاقات عظيمة لن أنساها طيلة عمري طال الزمن أو قصر، لدي لحظات خاصة معهم وما زلت أقدرهم وأحتفظ بذكريات جميلة معهم. ردد اللاعب برونو سيزار كثيرا بأن الأجواء هنا لا تساعد اللاعب على الظهور، هل شكل هذا الأمر عائقا أمامك؟ اللاعبون البرازيليون يحضرون هنا من أجل لعب كرة القدم وهذا طبيعة عملهم، وهم يتحصلون مقابل ذلك على المال كأجر، وكرة القدم في جميع أنحاء العالم واحدة ولا تختلف، بالنسبة لي لا استطيع أن أقيم العادات والتقاليد الخاصة بأبناء هذا البلد ولم أواجه مشكلة تخص هذا الجانب على مدى السنوات التي قضيتها هنا. انحصر لقب الدوري بين النصر والهلال، من تتوقع الأقرب لخطف اللقب ومن تتمنى؟ أتوقع فوز النصر فهو أفضل فريق يلعب كرة قدم جماعية مبهرة وظهر بشكل لافت كشف عن قيمة العمل المتكامل، ومن وجهة نظري أرشحه للقب الدوري، كما أنني في نفس الوقت أتمنى أن أراه بطلا للدوري هذا الموسم. !!Article.extended.picture_caption!!