فجأة أحس محمد (71 عاما) المصاب بالسكري بعدم مقدرته على مواصلة ماراثون الرياضة اليومية على ممشى التحلية المقام على مجرى السيل، فانطلق بسيارته عائدا إلى منزله، لأن إصابته بالسكري تجعله في حاجة ماسة إلى دخول الحمام بين الفينة والأخرى. يعتبر المسن محمد واحدا من عشاق رياضة المشي في هذا المضار والذين يطمحون من الجهات المختصة إلى انشاء حمامات صغيرة برسوم رمزية في الموقع، فضلا عن تنفيذ مطبات على مسارات الخروج من مضمار المشي لإبطاء حركة المتهورين الذين يجعلون هواة المشي يضعون أياديهم على صدورهم. وأجمع عدد من عشاق رياضة المشي في ممشى التحلية أن ممشى مجرى السيل الموازي من الداخل لشارع التحلية سجل إنجازا جديدا لمشاريع أمانة جدة الحديثة والمختصة بمواقع المشي في محافظة جدة. وأضافوا أن الممشى نفذ بطريقة حديثة ممزوجة باللوحات الارشادية مع مراعاة حالة المعوقين وحركة سير المركبات، ولكن أصبح هاجس رواد المشي يتمثل في المتهورين الذين يشكلون هاجسا كبيرا لمرتادي الطريق، لافتين إلى أن الموقع أصبح بمرور الأيام ساحة لتجمع أصحاب السيارات المعدلة، مما شكل خطرا كبيرا على مرتادي الممشى، خصوصا التحويلات الداخلية بين الشارعين الموازيين، ولا تتوقف المعاناة عند هذا الحد فحسب ولكن بسبب بعد الممشى عن بعض المرافق العامة مثل المساجد والمطاعم أصبحت دورات المياه مطلبا ملحا للمعاقين والمسنين والمرضى الذين يرتادون هذا الموقع يوميا لصعوبة تنقلهم حتى أن البعض منهم اقترح أن تكون دورات المياه برسوم رمزية. وأوضح محمد الرفاعي أن الموقع منفذ بطريقة عصرية تشجع هواة رياضة المشي على ارتياد الموقع غير أنه من الضرورة بمكان إيجاد حمامات في الموقع تكون برسوم رمزية تستخدم في تطوير الموقع وتجميله. وأضاف أن هناك سيارات طائرة تعبر المسارات التي بين الشارعين الأمر الذي يساهم في قلق عشاق الرياضة. من جانبه أوضح عبد الهادي المطيري أن هذا الممشى يعد الاول من نوعه في جدة وأن الأمانة مطالبة بإيجاد حمامات في الموقع، وتفقد أعمدة الإنارة فيه بصفة رسمية. وقال إبراهيم الجهني إن المكان صمم بطريقة حضارية ثقافية توعوية والهدف منه خدمة أهالي جدة ولكن افرازات طريق التحلية الموازي وطريق المدينة في عدد السيارات، حول الممشى الى موقع استعراض للسيارات وتوقف بعض الشباب على جانبي الموقع أو احتلالهم الجلسات الأسمنيتة. وأضاف أن وجود تحويلات بين مساري الطريق في الممشى، دون «مطبات» يزعج مرتادي هذا المضمار، كما أن عدم وجود دورات للمياه زاد من معاناة المعاقين. ودعا الجهني إلى إيجاد مطبات صناعية في التحويلات وانشاء دورات للمياه. وبدوره قال ناصر الوذياني إنه يجب ادخال بعض المرافق العامة على الممشى، ومحاولة ايجاد طريق بديل عن هذا الشارع للسيارات، حتى يصبح الممشى منطقة سياحية، خصوصا في ظل وجود المقاهي والمطاعم الجاذبة للزوار. من جهتها قالت امانة محافظة جدة، إن الممشى من المشاريع التي تفتخر بها امانة جدة، والمقدمة للسكان بشكل عام، حيث امتزجت في المشروع ثقافة الرياضة مع التوعية والمسؤولية الاجتماعية اتجاه المعاقين. كما أن التعليمات الارشادية والتوعوية عن رياضة المشي تنتشر على طول الممشى، بالاضافة الى النصائح الرياضية ومواقف مخصصة للسيارات أمام الممشى، واماكن مخصصة للمعاقين وسهولة تنقلهم داخل الممشى، بالاضافة الى تواجد عمال النظافة بشكل دائم في الممشى. وكشفت الامانة، عن نيتها تطوير هذا الطريق من خلال افتتاح مطاعم ومقاه جديدة وجاذبة للسياحة بالاضافة الى دورات مياه. وأوضحت أن ممشى حي الروضة الممتد من شارع حائل غربا إلى طريق المدينةالمنورة شرقا والمحاذي لشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز «التحلية» من جهته الشمالية، يمتد لمسافة 2000 متر وقد نفذ بطريقة نموذجية روعي فيها البعد التوعوي والترفيهي والتنظيمي وكذلك التصميم الجمالي، كذلك وضع التعليمات الإرشادية والتوعوية عن رياضة المشي التي تنتشر على طول الممشى، بالإضافة إلى النصائح الرياضية ومواقف مخصصة للسيارات أمام الممشى، وأماكن مخصصة للمعاقين وسهولة التنقل داخله. ويتكون ممشى الروضة من ممر مشاة أوسط مستمر على طول الممشى بعرض 6 أمتار وأحواض زراعية ممتدة على الجانب الشمالي والجنوبي للممشى وممرات جانبية من البلاط الإنترلوك موازية للأحواض الزراعية من الخارج والداخل ومساحات للجلوس موزعة على عدة مواقع، كما حرصت الأمانة على تصميم مداخل خاصة بسيارات المتنزهين شمال وجنوب الممشى بمساحة 7000 متر مربع بالإضافة لتوفير أعمدة إنارة ممتدة على طول الممشى. الجدير بالذكر أن أمانة جدة تعمل حاليا على تهيئة مواقع أخرى منظمة وآمنة وجاذبة لرياضة المشي وفق مواصفات فنية عالية.