أكد ل «عكاظ» مختصون في هندسة شبكات الاتصالات المستقبلية واقتصاديون أن الترخيص لمشغلين جدد لشبكات الاتصالات المتنقلة الافتراضية «مفنو»، لكل من اتحاد «فيرجن موبايل» السعودية، واتحاد «جوراء» يعد مطلبا لإنتاج باقات جديدة تناسب جميع الشرائح. وقال خبير هندسة شبكات الاتصالات المتنقلة المستقبلية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أحمد برناوي: إن هناك حاجة كبرى لهذه الشركات «الافتراضية»؛ وذلك لأن المشغلات الرئيسية لا تستطيع الوصول إلى جميع شرائح المجتمع، ولهذا فإن وجود المشغل الافتراضي سيسد الخانة التي عجزت عنها شركات الاتصالات الأساسية. وبين برناوي أن الاستثمار في المشغلات الافتراضية أقل من المشغلات الأساسية، وأن عمل «الافتراضية» يأتي بالشراكة مع المشغلات الأساسية؛ وذلك بتعاقدها مع أحد المشغلين الرئيسيين لشراء جزء من إمكانات الشبكة الأساسية بالجملة، واستهداف فئة من المجتمع لم يصلها المشغل الرئيسي بعروض تسويقية كالعمالة المهاجرة، أو الطلبة المتفوقين، وتقديم باقات تخصهم تناسب مقدرتهم، وكذلك الخدمات التي يقدمها المشغل الأساسي. وأوضح الفرق بين المشغل الرئيسي والافتراضي، بأن المشغل الأساسي يقدم الخدمة الأساسية، وأن الافتراضي يعيد تقديم الخدمة كوكيل لها. فالمشغل الافتراضي للاتصالات المتنقلة يقدم خدماته بعد حصوله على حيز «سعات وترددات» من شبكات المشغلين الأساسيين، وبناء عليه يقوم ببناء أنظمة متكاملة خاصة به، تتضمن أنظمة فوترة، وأنظمة إدارة الباقات التي يرغب في طرحها، وأنظمة خدمات العملاء الخاصة بعملائه، مثل: خدمات الهاتف المتنقل المفوتر والمسبق الدفع والبرودباند، وتقديم خدمات محددة وأكثر تخصصا. فالمشغل الافتراضي يعمل للعميل بشعار «سأعمل على تطوير خدمات متخصصة وباقات باستمرار وسأقدم لك ما تحتاجه وتتطلع إليه». وقال: إن موافقة مجلس إدارة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، على منح ترخيص خدمات مشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة الافتراضية «مفنو» لكل من اتحاد «فيرجن موبايل» السعودية، واتحاد «جوراء» لوفائهما بمتطلبات الحصول على الترخيص، يأتي بسبب الشروط التي بها نوع من التعقيد، فهيئة الاتصالات حددت أن أي مشغل افتراضي لابد أن يتحالف مع مشغل عالمي، إضافة لأن المشغل العالمي له شروطه الخاصة، ولابد أن يكون لديه العديد من المستخدمين وهذه يصعب تحقيقها في وقت قصير. وأضاف: أنه من المتوقع أن يستوعب سوق الاتصالات السعودي أكثر من 6 مشغلين افتراضيين؛ وذلك بالنظر لخصائص السوق ولقوته وربحيته، فإنه من المتوقع لسوق المشغلين الافتراضيين أن تتجاوز نسبة إيراداتهم 10 في المئة من الإيراد العام لسوق الاتصالات، وأن تتجاوز نسبة المستخدمين 12 في المئة من سوق الأفراد، وأكثر من 14في المئة من سوق المنشآت، وأن هذا سيساهم في فتح فرص وظيفية تتجاوز 6 آلاف وظيفة. وعزا الاقتصادي الدكتور عبدالعزيز داغستاني أسباب أهمية إنشاء هذه المشغلات الافتراضية، لحاجة السوق لها ولتعدد فوائدها، وتطوير عمل المشغلات الأساسية؛ ذلك لأنها تقدم خدمة إضافية عن الخدمات المقدمة سابقا، وتأتي ميزته مع اشتداد المنافسة بين المشغلين الأساسيين تطلب الأمر وجود مشغلين افتراضيين متخصصين يقومون باستغلال سعات تلك الشبكات، بإعادة بيعها مع كامل الحرية لهم لاختيار الخدمات والأسواق التي يرغبون استهدافها. وكما أعلنت الهيئة أن موافقتها تأتي بهدف تعزيز المنافسة العادلة والفاعلة وتشجيعها في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات من خلال توفير خدمات اتصالات متنقلة، ومتطورة، وكافية بأسعار مناسبة مع تحسين مستوى خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات ونشرها، والإسهام في خفض أسعارها، بالإضافة إلى العناية بالمشتركين.