انتقل إلى رحمة الله في محافظة صامطة فجر أمس، الشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي بعد معاناة مع المرض، وتؤدى الصلاة عليه عصر اليوم الجمعة، في مصلى العيد في المحافظة، ويتقبل العزاء في منزل الفقيد في صامطة. والفقيد رحمه الله من علماء المنطقة الجنوبية، وهو أبو محمد زيد بن محمد بن هادي المدخلي، من بني شبيل، ولد عام 1357ه الموافق 1938م بقرية الركوبة التابعة لمحافظة صامطة، في منطقة جازان. ومرت حياة الفقيد العلمية والعملية بكثير من المحطات المهمة، منها تعيينه مدرسا في المعهد العلمي في صامطة بعد تخرجه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وظل يدرس به حتى تقاعد في غرة شهر رجب من عام 1417 ه. وأنشأ المدخلي أول مكتبة سلفية خيرية في صامطة وذلك عام 1416 ه تضم ما يزيد على أربعة آلاف كتاب جعلها في خدمة طلاب العلم الذين يأتون إليها من كل مكان، واستغل فترة تقاعده في تدريس الفقه والعقيدة والسنة وشتى العلوم الشرعية ووسائلها فجدوِلت له الدروس طوال الأسبوع إلى جانب الدورات العلمية التي يقيمها، ومن هذه الدورات دورة الشيخ عبد الله القرعاوي التي ابتدأها في صامطة عام 1415 ه. ومن أهم المناصب التي شغلها الشيخ العلامة مدرساً بالمعهد العلمي طيلة خمسة وثلاثين عاماً حتى أحيل للتقاعد في غرة رجب عام سبعة عشر وأربع مئة وألف للهجرة 1/7/1417ه، إمامة وخطابة جامعه فترة طويلة وقبل أن ينشأ جامعه كانت خطبه في جوامع المحافظة متجولاً فيها. أسس أول مكتبة سلفية خيرية في مدينة صامطة جعلها في خدمة طلاب العلم الذين يأوون إليها من كل مكان، إشرافه على دورة الإمام المجدد عبدالله بن محمد القرعاوي رحمه الله العلمية وهي دورات علمية شرعية متنوعة تقام كل عام في فترة الإجازة الصيفية يؤمها طلبة علم كثر من داخل المملكة وخارجها. وكان رحمه الله لا يحب الظهور الاعلامي كثيرا، يعمل بصمت ويقضي جل وقته في المطالعة واستقبال المواطنين في منزله والفتوى لهم وتفقيههم في امور دينهم كما يقصد الشيخ الكثر من طلاب العلم من خارج المملكة ومن الدول العربية والإسلامية.