محمية الملك سلمان الملكية تحتضن 290 نوعاً من الطيور بينها 26 مهدّداً بالانقراض    «القوة الناعمة».. بين موسم الرياض ومهرجان كان    الولايات المتحدة توسع نطاق العقوبات على النفط الإيراني وتستهدف 23 سفينةً    نيران إسرائيلية تصيب جنديين في «يونيفيل»    إخلاء غزة مستمر مع تصعيد إسرائيل لهجماتها في لبنان    أمريكا تهاجم داعش وتعد بتعطيل قدراته    وزير الرياضة يلتقي بلاعبي الأخضر قبل مواجهة البحرين    نائب أمير نجران يستقبل مدير الشرطة    "ليدار للاستثمار " تعرض "دار السدن" و"ليدار بارك" في ريستاتكس جدة العقاري 2024    أمير الجوف يدشّن ويضع حجر الأساس لمشروعات بلدية بأكثر من مليار ريال    الشيخ البدير: التواضع من الأخلاق العليّة والشمائل السُنيّة    550 نوعا من الطيور تحتضنها المملكة    دورة للسياسات التجارية لدول الشرق الأوسط    تهنئة إسبانيا بذكرى اليوم الوطني    وزير الخارجية يتلقى اتصالا من ممثل الاتحاد الأوروبي    1616 امرأة في قوائم مخالفي الأنظمة    تدشين المشاريع التشغيلية للبرنامج الوطني للاستمطار    14.1 مليون زائر للمدينة المنورة عام 2023    الخروج من الدور الثالث    «الداخلية» تطلق ختمًا خاصًا بمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024    على حافة الهاوية    مؤتمر دولي للعلاج الإشعاعي والأورام في الرياض.. 27 نوفمبر القادم    المملكة تشارك باجتماع الG7 الوزاري في إيطاليا    فتح المدرجات مجاناً للجماهير السعودية أمام البحرين    الصندوق الثقافي يوقع اتفاقيات تسهيلات ائتمانية مع 13 شركة ضمن «التمويل الثقافي»    «حرس الحدود» بجازان يقبض على 9 مخالفين لنظام الحدود لتهريبهم 270 كيلوغراما من القات    بعد حظرهما بين طهران وبيروت.. إيران تمنع «البيجر» واللاسلكي على طائراتها    1,900 سيدة استفدن من حملة "اسبقيه بخطوة"    هاريس تنشر تقريرا عن حالتها الصحية لإظهار التناقض مع موقف ترامب    وزارة الداخلية تطلق ختماً خاصاً بالمنتدى اللوجستي العالمي 2024    الإتحاد السعودي للملاكمة والركل يرشح أحمد الشهري وسارة الدوس في لجان الاتحاد الآسيوي    الراجحي «وصيفاً» لراليات العالم    أبطال الرياضات القتالية في السعودية يعبرون عن حماسهم لحدث "معركة العمالقة" في الرياض    فوائد تناول كوب عصير برتقال    هيئة التراث تطلق عدد من الفعاليات والأنشطة    أكثر من "70" ألف مستفيد من خدمات تطوع صحة جازان للربع الثالث من 2024    إنجازات استثنائية في النهائي الوطني للأولمبياد العالمي للروبوت بالمملكة    الشمراني ل"الرياض": 3% من الأطفال يعانون من كسل العين    منسوبو ومنسوبات إسلامية جازان يتفاعلون مع استبيان قياس أثر البرامج التوعوية الخاصة بترشيد الطاقة    الجوازات تقدم خدماتها الإلكترونية لزوّار جناح وزارة الداخلية في معرض الصقور    سيدة جنوب أفريقية تشكر الدفاع المدني ومستشفى الحرس الوطني على إنقاذها من حريق    الشؤون الإسلامية في جازان تقيم مبادرات تطوعية وتنشر الوروود عرفانا وشكراً للمعلم النبيل    غارات إسرائيلية على جنوب لبنان.. وصواريخ حزب الله تقصف حيفا    مدير عام الشؤون الإسلامية في جازان يلتقي بالمراقبين عبر التلجرام    الشؤون الإسلامية في جازان تقيم مبادرة بادر لأخذ لقاحات ضد الانفلونزا    استمرار هطول الأمطار على جازان وعسير والباحة ومكة    ماذا قال جونسون عن أكبر كذبة قالها خلال رئاسة الحكومة؟    تركي يهاجم زوجته ب«مولوتوف»    7 أيام لانتهاء مهلة تخفيض المخالفات المرورية    مهلة عام لتوثيق التصرفات العقارية السابقة لفرض الضريبة    التعادل يحسم ودية الأخضر تحت 21 عاماً مع نظيره الإماراتي    أمير الرياض يعزي في وفاة الأمير نايف بن فيصل بن فهد بن فرحان    شخصيات إسلامية من إندونيسيا تثمّن جهود المملكة في نشر منهج الوسطية والاعتدال    المذاهب الفقهية في السعودية.. الائتلاف الواعي والسياسة الحكيمة    خطاك السوء يا فخر الأوطان «سلمان»    الذكرى العاشرة لبيعة والدنا «سلمان»    محمية الوعول تنضمّ للقائمة الخضراء الدولية كأول محمية سعودية    قيادة حكيمة ورؤية طموحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستهلاك .. الوجه الآخر !
نشر في عكاظ يوم 10 - 03 - 2014

الاستهلاك ملازم لحياة الإنسان منذ الخليقة. فالأفراد والجماعات والشعوب تستهلك لتبقى. والاستهلاك هنا يشمل الصرف على المأكل والمشرب والمسكن والخدمات والأدوات المنزلية وكافة أنواع السلع. فالاستهلاك أمر طبيعي وضروري، ولكن في حال زاد عن اللزوم، أي كان مبالغا فيه، أصبح عاملا سلبيا وبالذات على ميزانية الفرد العادي، خصوصا إذا ما كانت قيمة شرائه أكثر من دخله. وبذلك يصبح الاستهلاك المبالغ فيه آفة رغم تنشيطه التجارة والاقتصاد بشكل عام. ومن الممكن أن يكون من وراء المبالغة في الاستهلاك والشراء، من غير ضرورة، حب الظهور والتباهي والتفاخر، أو التقليد للغير. تعود أسباب هذا النوع من الاستهلاك للوفرة والغنى والترف، وهذا عين الإسراف والتبذير المدمر. ولو وضعت القيمة الزائدة التي تصرف في الشراء في عمل خيري مثلا لاستفاد منها الآخرين ولكسب فاعل الخير الأجر والثواب. وقد يوقظ الإسراف والتبذير حسد وحقد من ليست لديه القدرة المالية على الشراء. والاستهلاك الزائد والمبالغ فيه مرتبط بالخلفية النفسية للشخص المستهلك، هذا إلى جانب فقدانه الوعي الاقتصادي والوعي الاستهلاكي بشكل عام. لذلك فقد يكون مستهلكا عشوائيا.
لقد عززنا ثقافة الاستهلاك الزائد بكثير من الأمور، فبالغ البعض في بناء البيوت الفارهة والمكلفة صيانتها، ويوجد لدى كثير من الأسر أعداد من السيارات الزائدة عن حاجتها الفعلية. وقد يدخل أحدنا البقالة المركزية (سوبر ماركت) ليشتري شيئا محددا وينتهي بشراء أشياء كثيرة، ولذلك ما يعززه في نفسيته. وفيما ذكر تكاليف استهلاكية زائدة، وقد يكون لا لزوم لها.
إضافة إلى كلفة الاستهلاك الزائد المبالغ فيه، فكثير من البضائع التي يشتريها المستهلك هي من النوع الرديء في الجودة، مثل كثير من البضائع الصينية، التي ينتهي مفعولها بعد مدة زمنية قصيرة. هذا إلى جانب خطورة بعضها مثل الأدوات الكهربائية الرديئة الصنع. فالمستهلك مثلا يشتري لعبة لطفله من الصنع الصيني ويفاجأ بعطلها بمجرد أن يبدأ الطفل باستعمالها. وكثير من المنتجات كالسيارات وقطع غياراتها تعمل لزمن وعمر محدد، بعد ذلك يضطر المستهلك الضحية لأن يشتري بديلا عنها، وبهذا يكون التجار والمصنعون هم المستفيدون لكن على حساب المستهلك. فأغلب البضائع لدينا كأنها صنعت لتهلك المستهلك ماديا في نهاية الأمر.
وكما هو معروف فإن ديننا يحث على البساطة وعدم التبذير والإسراف. فقد قال تعالى: «يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» (الأعراف 31)، «ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين» (الأنبياء 9)، «إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا» (الإسراء 27)، «ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا» (الإسراء 29). وفي الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله عليه الصلاة والسلام مر بسعد وهو يتوضأ، فقال: «ما هذا الإسراف يا سعد؟، فقال: أفي الوضوء إسراف؟ فقال: نعم، وإن كنت على نهر جار» (رواه أحمد وبن ماجه وأبي داود). ويذكر أن شركة مياه باستراليا اعتمدت ترجمة هذا الحديث في دعوتها لعدم الإسراف باستعمال الماء. كما في رواية النسائي وابن ماجه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير مخيلة ولا سرف». ويروى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: «إياكم والبطنة في الطعام والشراب، فإنها مفسدة للجسد، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد فيهما، فإنه أصلح للجسد وأبعد عن السرف».
في الختام يحسن القول أن موضوع الاستهلاك بشكل عام والمبالغ فيه بشكل خاص يثير أهمية وجود جمعيات لحماية المستهلك، ولنشر ثقافة الاستهلاك من خلال تثقيف المستهلك عن التوفير وعدم الإسراف، ومن خلال زيادة الوعي الاستهلاكي لديه. هذا مع أهمية دفاع الجمعيات عن حقوق المستهلك ضد الغش والتقليد والتلاعب بالأسعار .. إلخ. ومع أن الإعلام يستخدم في التشجيع على الاستهلاك إلا أن بالإمكان الاستفادة منه بتوعية المستهلكين، إضافة إلى دور المؤسسات المعنية كالمؤسسات التربوية والجامعات وجمعيات حماية المستهلك والغرف التجارية والصناعية والمؤسسات الرسمية الأخرى مثل وزارة التجارة والهيئة العامة لحماية المستهلك.. والله أعلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.