كشفت مصادر مطلعة عن أن غرفة تجارة وصناعة جدة علقت أمس مشاركة أحد المشاركين التابعين لإحدى الشركات القطرية الكبيرة في منتدى جدة الاقتصادي المزمع عقده خلال الفترة من 17 - 19 من شهر جمادى الأولى الجاري في خطوة تستهدف إلغاء مشاركته في وقت لاحق. وجاءت هذه الخطوة متزامنة مع قيام المملكة، والإمارات، والبحرين بسحب سفرائهم من قطر يوم أمس بسبب عدم التزام الأخيرة بالاتفاق الذي أبرم في الرياض خلال شهر محرم الماضي. من ناحية ثانية لخص رئيس مجلس إدارة غرفة جدة صالح كامل أسباب عدم وجود شخصيات عالمية كبرى في منتدى جدة الاقتصادي في جملة واحدة بقوله: «ابتعدنا عن هواية جمع الطوابع». وأشار إلى أن الهدف من إحضار الشخصيات المشاركة من الخارج يكمن في عرض التجربة العالمية التي تدعم الموضوع الرئيسي للمنتدى بعد تحديد الجدوى من وجودهم. وأضاف قائلا: لو كانت الأهمية مقتصرة على وجود الشخصيات العالمية الكبرى في المنتدى لأحضرنا مشاهير العالم في مختلف المجالات السياسية، والرياضية، والفنية، لكن منتدى جدة الاقتصادي يمضي في مسار يختلف عن مسار منتدى «دافوس» العالمي، كما أن المنتدى ليس سياسيا ليحضر رؤساء الدول. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده رئيس مجلس إدارة غرفة جدة أمس في مقر الغرفة للكشف عن التفاصيل الجديدة الخاصة بمنتدى جدة الاقتصادي 2014 الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكةالمكرمة في فندق جدة هيلتون تحت عنوان «الإنماء من خلال الشباب» بمشاركة 30 شخصية. وأوضح صالح كامل أن هناك مشاركين في المنتدى على الصعيدين المحلي والعالمي، وقال: يتقدم المشاركين المحليين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزير العمل المهندس عادل فقيه، ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، ووزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر، ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبد اللطيف العثمان، والمدير العام لصندوق تنمية الموارد البشرية إبراهيم المعيقل، ونائب رئيس مجلس إدارة «سابك» المهندس محمد الماضي. وأضاف: أما المشاركون من خارج المملكة فإن أبرزهم وزير التنمية الاقتصادية لمنطقة العاصمة الاتحادية لجمهورية المكسيك الفدرالية الدكتور «سالموون شيرتورفسكي فولدنبرغ»، ونائب وزير التعاون الاقتصادي الدولي والمالي من وزارة التنسيق للشؤون الاقتصادية لإندونيسيا الدكتور «ريزال أفندي لقمان»، ورئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات بدبي مطر الطاير، ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لإحدى المجموعات الكبرى محمد الشايع، وأحد مؤسسي موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» «كريس هيوز»، والمدير التنفيذي لطيران آسيا «توني فيرنانديز»، والمدير العام السابق للمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» «كلود سماديا»، ورئيس منظمة كبيرة في أستراليا «خافيير سالا مارتن»، والمدير العام للحافلات في المملكة المتحدة ناشيونال إكسبرس «أندرو كليافس». في حين أوضح رئيس غرفة جدة أن هناك 6 شركاء رئيسيين في المنتدى منهم مطار الملك عبدالعزيز الدولي الداعم الرئيسي، والهيئة العامة للسياحة والآثار الراعي المشارك، وأمانة محافظة جدة التي تمثل الجهة الحكومية الداعمة بالإضافة إلى بعض الجهات الأخرى. وتطرق كامل خلال حديثه إلى موضوع المنتدى بالكثير من التفاصيل، وقال: أهمية المنتدى هذا العام تكمن في تحمل عبء البحث عن فرص وظيفية للشباب والفتيات في المنطقة، والإحصاءات الرسمية تؤكد أن منطقتنا العربية تحتاج خلال السنوات العشر المقبلة إلى 15 مليون وظيفة. وانتقل إلى وضع البطالة في المملكة بقوله: إن مشكلة البطالة في المملكة نوعية وليست كمية لأن إحصاءات وزارة العمل تقول إن العاطلين عن العمل لا يتجاوزون مليون شخص، في مقابل وجود 10 ملايين من العمالة الوافدة التي تعمل في سوق المملكة، لذلك فإن العوامل التي ساهمت في البطالة النوعية تبدأ من الثقافة الاجتماعية والتعليمية. وأضاف: إذا استمرت فكرة الالتحاق بالتعليم المهني نتيجة عجز الملتحق بالانخراط في التعليم الجامعي فمن الأفضل إغلاق المعاهد الفنية لأن الخريج إذا بدأ العمل المهني فإنه يخرج إلى وظيفة إدارية. وذكر عدة أسباب قادت إلى اختيار اسم المنتدى من أبرزها أن الإنماء من خلال الشباب هو إعمار في الأرض، وإفهام أصحاب العمل بأنهم سبب في توظيف الباحثين عن عمل، مشيرا إلى أن اختيار نوعية الشخصيات جاءت متسقة مع الأسباب. صالح كامل قلل من أهمية تكرار مواضيع المنتديات باعتبار أنها لا تلغي أهمية المناسبة كون المواضيع المطروحة تتشابه في عموميتها، وتختلف في التفاصيل المتمثلة في تباين الطرح، وطريقة المناقشة، ونوعية المتحدثين، وغير ذلك، مشددا على ضرورة أن يدرك الجميع بأن المنتدى سيناقش البطالة بشكلها العام وليس بوضعها المحلي. وعن تحويل المنتدى إلى كيان، قال: كلفنا شركة استشارية بدراسة تحويل المنتدى إلى كيان مستقل، وننتظر نتائج الدراسة. وتطرق المؤتمر الذي شهد حضور أعضاء مجلس الإدارة، والأمين العام، والقيادات التنفيذية في الغرفة إلى ميزانية المنتدى التي تبلغ حوالي 10 ملايين ريال في ظل تنسيقات جارية مع الرعاة بشأن الأمور المتعلقة بها. من جانبه أشار الممثل الاستشاري الاستراتيجي للمنتدى أحمد إبراهيم رضا إلى أن اليوم الأول من الفعاليات سيركز على عوامل تمكين إيجاد الوظائف، بينما يناقش اليوم الثاني عوامل تمكين تطوير الموارد البشرية من جهة العرض. وقال: ستوزع الجلسات على محاور عدة منها الحاجة إلى إصلاح بيئة العمل، وتمكين إنشاء الروابط بين المستثمرين وقطاع الأعمال، وتشجيع رواد الأعمال، وآراء الشباب وتطلعاتهم بخصوص العمل، وتطوير المهارات الأساسية والمحافظة عليها، ودعم ريادة الأعمال وروّاد الأعمال الشباب، في حين ستكون هناك جلسات جانبية عن الفرص والحواجز في النمو وإيجاد فرص العمل في قطاع السياحة، وجلسة أخرى لإيجاد فرص العمل في قطاع البنية التحتية للنقل. يشار إلى أن المنتدى استقطب أكثر 24 ألف شخص من مختلف دول العالم بمعدل ألفي مشارك سنويا، وتوزع الحضور المشاركون في الدورات الماضية على 60 دولة تمثل قارات العالم الست، بينما تجاوز المتحدثون في جلسات الحدث الاقتصادي الأول بمنطقة الشرق الأوسط 600 شخص من 40 دولة، ووصل عدد المشاركين من المشاهير إلى 23 رئيس دولة، ووصل الرعاة إلى 320 شركة ومؤسسة.