يسجل حضورا متواضعا هنا كل أسبوع أبعد ما يكون عن الصورة النمطية الضيقة الشائعة عنه.. التي ربما يصدقها هو عن نفسه أحيانا...! *** هي إحدى الرائدات المتميزات وهو أحد المنجزين المبهرين علميا ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. هذا المشروع التنموي المشرف الذي يسجل في تاريخ الوطن على صعيد التنمية الإنسانية والارتقاء بإنسان هذا الوطن. التفوق الذي حققته هي كان محط التقدير والاهتمام من جامعتها والكوادر العلمية الفذة بها. والانجاز الذي سجله هو على مستوى الحقل العلمي الذي يدرسه كان محط انتباه الصحافة في الخارج واحتفاء الصحافة والإعلام في الداخل.. الملحقيات الثقافية أكرمتهما.. الأهل والأحباب رفعوا الرؤوس بهما وأقاموا الولائم احتفالا بمن رفعا راية الخفاق أخضر مزدانة بالعلم والتحضر. مشهد وطني مهيب، ينعش الأمل بالغد الواعد.. ويسطر ملحمة قدوة ونموذج اقتداء لأجيال مقبلة تتطلع للحاق بركب نجاحهما.. إلا أن بعض المريبين على الشبكات الاجتماعية بدأوا يحاولون أخذ هذا المشهد الجميل إلى انحرافات قبيحة عن قصد وسبق إصرار وترصد مشبوه بالمواطن والوطن..!! فبدأوا يتحدثون حديثا مهينا عن أصل فلان وقبيلته.. وعن مذهب فلانة وطائفة أهلها.. للأسف تماهى معهم كثر في كيدهم بالطاقات الوطنية الشابة المنجزة.. فوجدنا من يذم ويصم ويطاولهما بالسباب والنميمة.. ووجدنا من يحاول بمنتهى التجني أن يحقر من فائدة وحجم ما وصلا إليه.. ووجدنا ايضا من يحاول أن يدافع عنهما بأسلوب جهل آخر، فنراه يبالغ بالانجراف في المدح والثناء عليهما، لا على أساس إنجازهما العلمي، بل على أساس الانتماء المناطقي والقبلي والمذهبي والأيدولوجي..!! يا لفداحة مصيبة مجتمع ينجر وراء الجهلة والمريبين من دعاة الفرقة والتشرذم.. ومسكين من يصادر على نفسه الفرحة بإنجاز ابن الوطن لأنه ابن منطقة غير منطقته أو مذهب غير مذهبه أو لون بشرة غير لون بشرته.! أعلم بأن ابننا وابنتنا، بما وصلا إليه من مرتبة علمية تسترعي بالضرورة أن تعمل خلالها الأدمغة بمستوى عال من النضج الذهني لن يلتفتا كثيرا لكل ذاك الهراء كجبلين صامدين لا تهزهما ريح!. لكن حين ننظر إلى أبناء الدول الأخرى ونرى الفخر الجماهيري بمن «يدخل من أبنائهم خيطا في إبرة» قطعا ينكسر شيء ما بداخل خواطر من يعز عليهم هذا الوطن.. ألا يستحق ابناؤنا ذات الحضن الشعبي الموحد الكبير..؟ هذا الحضن هو درع الأمن والأمان الأبقى لكيان أي دولة قوية بالمناسبة..! هو ذاته البنيان المرصوص الذي يشد بعضهم أزر بعض من خلاله فيخلقون منظومة وطنية صلبة..!! لا تهزها رياح من الشرق جاءت أم من الغرب..! متى يقف المجتمع وقفة رجل واحد ضد هكذا نتن عنصري؟ ويسارع بلجم المريدين أينما ثقفهم.. أولئك المعطلين الهادمين لكل منجز ينعش مفاصل الوطن ويقول لهم كفى.!! دعونا نحيا متصالحين كجيرة طيبة وأحباب.. حزنهم يحزننا وفرحهم يفرحنا وحريق يطال بيت سابع جار فيهم يعنينا كما تعنينا زغاريد الفرح فيه! في كل بيت وجب أن تتخذ التربية فيه موقفا حقيقيا تجاه هكذا موضوع ملح وخطير.. ما الضير مثلا من أن نعلق صورهما على الجدران لنخبر ذاك الطفل الذي يلهو بين جنبات بيته أن ابن وطنك هذا وابنة وطنك تلك وأمثالهما جديرون جميعهم بتقديرك واحترامك بغض النظر عن أي إسفاف يطالعك به الزمان من المريبين يوما..! أو في أضعف الإيمان نخبره عنهم كمن يحكي لصغاره حكاية البلد السعيد ومن به من أبطال وكيف تغلبوا على الأشرار.