هل رأيتم تلك «الصورة» التي نشرتها بعض الصحف لزجاجات «الوسكي» المتراصة كجنود إبليس.. هذه إحدى حسنات رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. لقد قبضوا على «لوريين كبيرين» يحملان المئات من صناديق «الوسكي» الفاخر.. الذي لا يتناوله «صانعوه» في أوسكتلندا، إلا في المناسبات النادرة -كالأعياد- لارتفاع ثمنه.. وهم يصدرونه إلى أنحاء العالم كبضاعة رائجة ومرغوبة لدى العديد من البلدان النامية.. المهم لا أريد أن أصدق ذلك التقرير المجحف لأحد مصانع الخمور في بلد عربي الذي يقول: إن أكثر البلدان العربية استهلاكا «للوسكي» هي دول الخليج! وإذا كان رجال الهيئة الأشاوس قد قبضوا على هذه الحمولة الهائلة من الخمر فكم عدد الترلات التي تدخل عبر الحدود محملة بهذه «الخمور المعتقة» والموبقات التي تخدر الشعب برغم كل الجهود الكبرى التي تقوم بها الحكومة في مكافحة هذه الممنوعات.. بالأمس فقدت البلاد أحد جنودها البواسل وجرح آخرون في الربع الخالي في مواجهة مع مهربي المخدرات.. الذين هربوا وتركوا خلفهم أطنانا من «الحشيش» تكفي لتخدير مدينة بكاملها.. وهذا ما يحدث غالبا في جنوب البلاد وشرقها وغربها!! هذه الحرب المستعرة بين الحكومة ومهربي المخدرات والمروجين لها.. ينبغي أن يقف الشعب بكامله سندا لمكافحتها.. وإذا كان رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أثبتوا فعاليتهم وقدرتهم على مكافحة هذه الأوبئة فلماذا لا يتم إرسالهم إلى الحدود الممتدة آلاف الكيلومترات للاستفادة من تجاربهم. إن مواجهتهم لهذه الأخطار ومكافحتها تؤكد أهمية عملهم وجدواه في الذود عن حمى أرضهم وبلادهم.. وتقلل أيضا من تذمر بعض الناس من أخطاء بعضهم. ثم أليس هذا العمل العظيم يرفع من أهمية عملهم ونفعه الكبير للوطن والمواطن وأكثره قدسية وفخارا.. رجال الحسبة سيتحولون إلى أبطال ونشامى في عيون الناس إذا وقفوا إلى جانب إخوتهم من رجال الأمن وحرس الحدود.. في المواجهة الصعبة. والأبطال غالبا الذين يحمون بلادهم يحترمهم الناس ولا يتذمرون منهم.. المهم يعرفون مكانهم ومكانتهم ولا أزيد.