فوجئ عدد من ساكني وادي الصهوة بمكةالمكرمة أن الشركة التي تولت تنفيذ مشروع درء مخاطر السيول في الوادي لم تنفذ المشروع وفقا لتعليمات الدفاع المدني، مؤكدين وفقا لأقوالهم أن المشروع جرى تنفيذه بعرض 22 مترا. وقال محمد المجنوني أحد سكان الوادي «إن وادي الصهوة من الأودية الكبرى وإن الشركة التي تولت تنفيذ المشروع تحت إشراف أمانة العاصمة وبلدية الجموم اعتمدت على دراسة مكتب هندسي، ولهذا لم تطبق توصيات الدفاع المدني الخاصة بمواصفات المشروع». وأضاف «أتمنى من مديرية الدفاع المدني الزام الشركة المنفذة بتطبيق التوصيات لضمان سلامة المواطنين». ومن جانبه بين محمد اللحياني أنه حينما رأى دراسات الدفاع المدني وقوة عمقها وفهمها بشكل جيد للجانب التاريخي للوادي فإنه وجميع الأهالي شعروا بالاطمئنان لأن الدراسة التي نفذتها إدارة الدفاع المدني تعتمد بصورة كبيرة على مسارات كثير من الأودية التي غطتها الكثبان أو المساكن، ومنها وادي الصهوة وأتمنى من المسؤولين بالبلدية أن يتفهموا برنامج الدفاع المدني الذي حذر من مخاطر السيول وجعل امتداد خطر الوادي 600 متر عرضا وليس بأقل من ذلك بينما نفذت الشركة 22 مترا فقط، مؤكدا أن مديرية الدفاع المدني هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن تحديد مخاطر السيول ودراساتها مطالبا أمانة العاصمة المقدسة أن تلزم الشركة المنفذة بتطبيق توجيهات الدفاع المدني كاملة على الأرض لأنه بدونها لن يكون المشروع مجديا. وفي الشأن نفسه أوضح المؤرخ بدر اللحياني أن وادي الصهوة يقع شمال مكةالمكرمة بنحو 25 كيلومترا، يبدأ من جبال ملح والأسامي شرقا وينتهي بمجرى وادي فاطمة بعد أن يخترق جنوب عين شمس وقد ظهر النشاط البشري فيه عبر مستوطنات بشرية زراعية غير منتظمة، كما تميز بكثافة المياه وتتابعها سنويا ولعله كان دائم الجريان في حقبة تاريخية قديمة، وقد ظلت تحيط به مزروعات واسعة استصلحها الناس هناك منذ القرن التاسع الهجري على الأقل، وما بعده وما زالت آثار المزارع حتى العصر الحديث مؤكدا أن العصور الماضية تبين أن الوادي قد سال في المائة سنة الماضية 13 سيلا جارفا غير السيول العادية بعرض 600م تقريبا وقد أتى على جميع المزارع في بعض فيضاناته هناك خاصة عام 1360ه وعام 1378ه. وفي الشأن نفسه كشفت مصادر ل «عكاظ» في أمانة العاصمة المقدسة أنه تم تنفيذ المشروع وفق دراسات أجراها مهندسون واستشاريون وفق اتجاه منسوب المياه.