يتوقف زوار «بيت الباحة» المشارك ضمن جناح المنطقة في مهرجان «الجنادرية 29»، عند آنية تراثية يسميها أهالي الباحة «المحصل» أو «الصحفة» مصنوعة من سعف النخيل، تزينها بعض الخطوط الملونة ممتلئة بالتمور وفي وسطها آنية آخرى ممتلئة بالسمن، وإمعانا في المحافظة على طقوس الضيافة في الماضي البعيد يقدم البيت الخبزة والعسل اللذين يجتذبان الزوار خاصة الأجانب. يوضح المشرف بجناح الباحة علي العمري، أن القرية تحرص على أن يعيش الزائر هذه الطقوس التي توارثتها الأجيال لتحقيق غايات وأهداف الجنادرية المتمثلة في ربط الماضي البعيد بالحاضر والمستقبل، مضيفا أن هناك فريقا متكاملا ينفذون هذه المهمة على أكمل وجه، فيتم استقبال الضيوف من قبل أفراد البيت عند أسفل الدرج ثم يرافقونهم في جولة على أرجاء المكان حيث يوجد مجلس مخصص للجلوس على كراسي خشبية تراثية ووسط تفاصيل موحية، فالأبواب الخشبية والنوافذ ذات المصراعين المنقوشة والمطلية بالقار الأسود، والجدران التي تزينها خطوط ملونة بأشكال ثلاثية فيما السقف يبدو من الخشب، وفي وسط المجلس ينتصب عمود خشبي يسمى الزافر أو المرزح مليء بالنقوش يحمل فوقه الخشب الذي يغطي كامل سقف المنزل فيما تزين الفوانيس القديمة جنباته ومداخله كما هو حال المنزل قديما. ومن جهة أخرى، اعتبر رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي، أن وعي المسؤول في الباحة بفكرة الجنادرية شكل ملمحا مميزا منذ بدايات مهرجان الجنادرية وهذا ما جعلهم يتجهون نحو فكرة إنشاء مقر تراثي ينقل الصورة الحقيقية للماضي الجميل، مضيفا أن قرية الباحة التراثية تجسد كل أشكال الحياة في الماضي بصورة مميزة مما يجعل الزائر يعيش في قلب الحدث، وحول الفلكلور الذي تقدمه فرقة الفنون الشعبية قال: «أداء ورقصات وأزياء وعروض الفرقة تعد ملمحا متميزا لهذه القرية والعرضة من الفنون تمثل عامل جذب للجمهور إلى جانب التصميم الفريد للقرية وفعالياتها وأنشطتها».