حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المغردين من استخدام موقع التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر» لشق الصف وكتابة الكلمات المسيئة التي يستفيد منها الأعداء للتدبير ضد الأمة والنيل من كرامتها وإضعافها. وقال، في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله، وسط الرياض أمس، وخصصها للحديث عن أثر اجتماع الأمة: «نحن نسعى للإصلاح والنصيحة بالطرق السليمة ونتناصح بيننا على الحق عبر القنوات الصحيحة، أما التغريدات السيئة التي تثير الأحقاد والبغضاء والقذف والسب والشتم، فليست من أخلاق المسلمين، بل من أهل الجاهلية»، وخاطب المغردين قائلا: «اجعلوا تغريداتكم تخدم الأمة وتوحد صفها وتقيها شر المزالق التي يستخدمها أعداؤنا للنيل منا وضرب بعضنا ببعض»، وتابع: «إن المملكة تعيش أمنا واستقرارا بفضل الله ثم بتحكيم الشريعة، ثم بما هيأ الله لها من قيادة مباركة، إذ يجب علينا الدعاء لهم بالتوفيق والحرص على كل ما يجمع القلوب ولا يفرقها»، موضحا أن السمع والطاعة لولاة الأمر من متطلبات مواجهة التحديات المعاصرة التي تواجهها الأمة من أعدائها على اختلاف مشاربهم، كما أن الاجتماع ينزع العصبية القبلية والحزبية وغيرها، وقال: «نحن المسلمين لا نتعصب إلا للإسلام، وليس إلى فكر أو رأي معين؛ لأن هذا مرفوض في ديننا، والتعصب الفكري والاستماتة في الدفاع عنه خلاف المشروع»، ولفت إلى أن ما وقع على الأمة من مصائب وتفجيرات وقتل وتدمير كان نتيجة الاختلاف وعدم التآلف وعدم الصدق مع الله، بالإضافة إلى وجود فئة تنتسب للإسلام وتريد القضاء عليه، وأخرى لديها أموال تريد بها تفريق الأمة وإذلالها، وقال: «إن ما زاد بلاء الأمة ومصابها تخليها عن قياداتها وخروجها عليها، لكننا رغم ذلك لا نقول إن الكل معصوم عن الخطأ، وإنما نؤكد على الطريقة السليمة التي تتم بها معالجة أخطائنا ومناصحة ولاة أمورنا».