الإجابة تتطلب معرفة طريقة التفكير والقناعة لدى صاحب القرار. في البدء لابد أن نتأكد أن هناك قناعة تامة لدى أصحاب القرار بأهمية استضافة كأس الأمم الآسيوية. على ضوء هذه القناعة يكون التحرك. حتى قبل ستة أشهر من الآن أو أقل كانت هناك أربع مؤسسات في الدولة لم ترسل أو تنهي ملف استضافة المملكة لكأس آسيا، بعدها بعدة أشهر خرجت إرهاصات أولية تؤكد بأن الملف استكمل، وأن التحرك بات في أروقة الاتحاد الآسيوي لكسب أصوات الاستضافة. شخصيا لم أفاجأ بأن هذا الملف حتى اللحظة ما زال ناقصا من مؤسستين رسميتين، وأن تضارب الأخبار بين انتهاء فترة قبول الملفات والتمديد، ذاك لأن الرؤية كانت غائبة وأن هذا الملف لم تكن هناك قناعة تامة به في بعض المؤسسات. دائما ما تكون الاستعدادات للاستحقاقات (القومية) أو (الوطنية) نتاج ثقافة مجتمع، لذلك كان من الأجدر أو الأجدى، بل من البديهيات في مثل هذه القضايا كما هي في أمم أخرى أن يشكل (فريق عمل) على أعلى المستويات من جميع المؤسسات ذات العلاقة بهذا الاستحقاق. يبدو أن شيئا من هذا لم يحصل أو حتى يفكر فيه، لذلك كان التواصل بين المؤسسات بطيئا لدرجة البيروقراطية، كان من الأجدر أيضا مع مرور الوقت أن تشكل (خلية عمل) تحت أي مسمى حتى لو كان إدارة (أزمة) من أجل الإسراع وكسب الوقت المتبقي، وإنهاء الإجراءات لهذه الاستضافة. إن من المؤسف أن يعلق أو يتأخر ملف استضافتنا لكأس أمم آسيا على تعميد لم يصل لوزارة المالية، وهو عذر يدل على خلل بين المؤسسات أو أسلوب تعامل مع مثل هذه القضايا القومية. من المؤسف أيضا أن بعض الشخصيات الرياضية والتي من المفترض أن تكون في هذا الموضوع أكثر ديناميكية، وهي المسؤولة المباشرة عن الملف، والتي ملأت وسائل إعلامنا تنظيرا عن كيفية وماهية الاستضافة، مولولين بالتأخر، في وقت كان من المتفرض حسب تخصصهم وصلاحياتهم الاتجاه للمؤسسات المقصرة والالتقاء بمسؤوليها لشرح الوضع والإسراع في إنهاء الأوراق المتعلقة بالاستضافة، لكنهم كالعادة تواجدوا في المكان الخطأ في الوقت غير المناسب. قلت في البدء إن القناعة هي المرتكز الأساسي لإنجاح أي استحقاق كان، وهو ما يبدو في ظل هذا البطء أن القناعة لدى بعض المؤسسات لم تنضج بعد بأهمية استضافة المملكة للأحداث الرياضية الإقليمية منها والدولية.. لقد غاب عنا وقت كان يطلب من المملكة استضافة البطولات الإقليمية والدولية وذلك لثقلها وقرارها الرياضي وقدرتها التنظيمية.. ماذا حل بنا، هل هذا التأخر ناتج عن الإمكانات أو تغيير أسلوب عملٍ أو كفاءة شخصيات. *** حتى اللحظة كل ما يُكتب هي إرهاصات أولية ليست لها في المشهد الأهلاوي أي سند أو أصل.. كل الأسماء التي تخرج كشخصيات مرشحة لرئاسة النادي الأهلي إنما هي تسريبات شلل إعلامية، فكل شخصية تستضيف كاتبا أو صحفيا تتفق معه على تصريح يبرز رغبته في الترشيح كبالون اختبار، وهي حالة أو وضع ابتلي الإعلام فيها ببعض من انتسب إليه، فهم عرفوا مبكراً أهمية الإعلام فوجدوا في بعض ضعاف النفوس فرصة للظهور. قلت منذ أسبوعين إن عملية تمديد إدارة الأهلي حتى نهاية الموسم سيأتي بالكثير من التأويلات والمزيد من الإشاعات، وإنها لن تكون مرحلة اطمئنان بقدر ما ستكون مرحلة قلق. إن ضبابية المشهد هي العنوان الرئيسي لاستحقاق رئاسة النادي الأهلي وستستمر حتى مع بداية أول صوت يوضع في صندوق الانتخابات.