قرى وهجر بين حفر الباطن في المنطقة الشرقية ورفحاء في الحدود الشمالية وطرق ومحطات كانت غير معروفة، أصبحت تعج بالمارة والمتسوقين والسيارات. «عكاظ» جالت على بعض من تلك القرى والهجر والمحطات، حيث بدت بعض المواقع كلوحة برية، فيما حولت تجمعات «الكشاته» الليل إلى حركة وإنارة وجعلت الصحراء وكأنها مدينة، فيما تجتذب الأرض التي اكتست باللون الأخضر والورود البنفسجية والصفراء المتنزهين هناك، وتزداد حركة البيع من بعد الظهر وحتى ساعة متأخرة من الليل خاصة بمسوقي الفقع، والذي أقيمت له أسواق في قرية لم تكن تحلم بأكثر من زبون يشتري من بقالتها أو يعبئ خزان سيارته من محطتها الوحيدة، واليوم ينفد كامل مخزون البقالة من المواد الغذائية والمحطة من الوقود لكثافة الزائرين الذين أتوا من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج. وتعتبر هجر وقرى الخشيبي وقيصومة فيحان وزبالا وحدق الجندة حدقة وأم رضمة الأكثر تواجدا للمتنزهين وبعد أن كانت بها محلات ومحطات وقود مهجورة أصبحت أعداد من السيارات تصطف طوابير للشراء وتعبئة الوقود، فيما يشد رعاة الماشية من المنطقة الشرقية والوسطى والقصيم الرحال إلى مواقع مختلفة تابعة لمحافظة رفحاء مثل، زبالا وحدق الجندة وقيصومة فيحان بالقرب من الشعبة في الحدود السعودية مع العراق، حيث يكثر العشب من الخزامى والقيصوم والشيح والجعدة والبابونج والرشاد (الثفاء) وغيرها من الأعشاب. عدد من المتنزهين قالوا إن هذه الزيارات كشفت لهم إهمالا كبيرا في بعض مواقع الآثار خاصة برك زبيدة الواقعة بالقرب من هجرة زبالا التابعة لمحافظة رفحاء، حيث تهدمت البرك العملاقة والآبار وطمر بعضها رغم أنها آثار تجب المحافظة عليها، مشيرين إلى أن هناك آثار أخرى مهملة في عدة مواقع منها الآثار الواقعة في قرية أم رضمة، مطالبين هيئة السياحة والآثار بترميمها كإرث وطني هام. سوق الفقع على مدخل هجرة الخشيبي الواقعة بين محافظة رفحاء وحفر الباطن والقريبة من مدينة الشعبة كان لا يرتاده إلا القليل والآن أصبح يعج بالمتسوقين، فضلا عن توفر الحطب والمواد الغذائية والأواني المنزلية والملابس الشتوية ولوازم الرحلات جنبا إلى جنب مع الفقع.