قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). والمسلمون المأمورون باتخاذ النبي قدوة وحمل رسالته للعالمين يفترض أن يكونوا أيضا رحمة للعالمين. لكن السؤال الذي يساعد على تجلية كل المماحكات والتبريرات والتسويغات لأنواع الشطط والتجاوزات التي يقترفها مسلمون وللأسف باسم وزعم حمل رسالة الإسلام، السؤال هو: هل المسلمون حاليا وبخاصة الذين يزعمون أنهم يحملون رسالة الإسلام عبر العنف والإرهاب المادي والمعنوي هل هم رحمة للعالمين؟ بل هل هم حتى رحمة للمسلمين؟ نظرة واحدة على جرائم وفظائع وعنجهية الهمجية الصادمة والمروعة للجماعة التي تزعم أنها دولة الخلافة على منهاج النبوة «داعش» بالمقارنة مع الغاية التي نص الله على أنه لأجلها كانت رسالة الإسلام «رحمة للعالمين» تكفي لتبديد أي مزاعم وتسويغات لجرائم «داعش» وأمثالها في الماضي والحاضر والمستقبل. قرأت أن المسلمين أيام الخوارج كان إذا وقع الواحد منهم في يد الخوارج زعم أنه من المشركين لأن الخوارج لديهم فهم ظاهري حرفي للنص فكانوا لا يقتلون المشركين تطبيقا للآية (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه)، بينما كانوا يقتلون المسلمين بتهمة الردة، ولم أتصور أن تتكرر في العصر الحالي، فقد قرأت أن المتدينين بالمناطق المحررة بسوريا يقومون بحلاقة لحاهم خشية أن تقبض عليهم «داعش» وتقوم بتعذيبهم حتى الموت وقطع رؤوسهم والتمثيل بجثثهم لأنها حكمت على الإسلاميين والمشايخ والكتائب الإسلامية بالردة لأنهم لم يبايعوا زعيمها بينما قد يخلون سبيل غير الإسلاميين ومن لا ينتمون للكتائب الإسلامية رغم أن تعظيمهم لحرمة حلق اللحى هو أكبر من تعظيمهم لحرمة قطع الرقاب!. هذا ما يصل إليه حال من يحمل النص بلا وعي عقلي وبلا حكمة وبلا تواضع وبلا بصيرة بروح الدين وغايته الجوهرية. [email protected]