هطلت ظهر أمس أمطار خفيفة على المدينةالمنورة خاصة الجانب الشرقي من المنطقة في الوقت الذي استنفرت كافة الجهات المعنية جهودها تحسبا لوقوع أية أضرار، وماتزال سماء المنطقة تشهد حالة عدم الاستقرار حتى إعداد هذا التقرير بعد ظهر أمس. وأوضح المتخصص في الظواهر الجوية بأرصاد المدينةالمنورة عبدالله محمد أبو هيلة بأن حالة من عدم الاستقرار تتأثر بها أجواء منطقة المدينةالمنورة، كما أن الفرصة ماتزال مهيأة لهطول الأمطار، في ظل وجود سحب ركامية ممطرة وقد تتغذى نتيجة المنخفض الجوي الذي بدأ تأثيره من الأجزاء الساحلية والجنوبية من المنطقة، بالإضافة إلى طريق الهجرة الرابط بين المدينةالمنورة ومكة المكرمة، وكذلك الأجزاء الداخلية من المنطقة. وكشفت الأمطار التي هطلت على المدينةالمنورة صباح أمس الأول واستمرت لمدة أربع ساعات عن ضعف وهشاشة البنية التحتية لطرق وأنفاق المدينةالمنورة، خاصة بعد إغلاق معظم الأنفاق والطرق الرئيسية وتوقف حركة السير تماما في بعض الطرق الأخرى. وتسببت الأمطار الغزيرة في تجمع المياه بكميات كبيرة ما يؤكد انعدام سبل التصريف والتسريب وإزالتها بشكل عاجل حتى لا تؤثر على الطرقات وتعطيل السير، حيث شهد الطريق الدائري إغلاق نفق الأمير عبدالمجيد مع نفق الملك عبدالعزيز، ونفق طريق الملك فيصل الجيد، كما لوحظت تجمعات عميقة للمياه على الدائري ما نتج عنها توقف حركة السير، إضافة إلى عدد من الطرقات. كما أدت الأمطار الغزيرة إلى تدفق المياه إلى عدد من المنازل الشعبية في حي عروة حيث بلغ ارتفاع منسوبها في بعض الأماكن إلى متر ونصف ما تسبب في انقطاع الكهرباء لمدة ساعة، وحجز السيارات، ما دفع الأهالي إلى ترك منازلهم واللجوء إلى بيوت الجيران والأقارب في الأحياء المجاورة. ورصدت عدسة «عكاظ» عددا من المواطنين يقومون بإخراج أثاث منازلهم إلى الشارع وشفط المياه بواسطة وايتات الصرف الصحي خاصة في حي عروة الذي يفتقد إلى سبل تصريف وتسريب مياه الأمطار كما أن سكانه من ذوي الدخل المحدود. وناشد سكان الحي الجهات المعنية بالوقوف على الموقع والنظر في حالهم، والإسراع في إنشاء مجار لتصريف مياه السيول حماية للمنازل والممتلكات. وفي الوقت الذي استنفر الدفاع المدني وجميع الإدارات الجهود من أجل تسيير الحركة، أنهت العديد من مدارس المنطقة اليوم الدراسي وصرفت الطلاب نتيجة ازدياد كمية الأمطار، فيما نشر مرور المدينة 80 دورية و120 من الضباط والأفراد على الكثير من المواقع الميدانية التي تضررت من جراء هطول الأمطار وسحب الدراجات النارية من الميدان حيث قامت الدوريات بتحويل العديد من الطرقات نتيجة إغلاق الشوارع الرئيسية. ومن جهته، أكد الناطق الإعلامي لمرور المدينةالمنورة العقيد عمر بن حماد النزاوي تحويل مسارات العديد من الطرق ونشر 8 فرق ميدانية لمباشرة الحوداث المرورية فيما تم نشر أربع فرق للصيانة والسلامة المرورية لإصلاح الإشارات المرورية من جراء تعطلها، مشيرا إلى أن المرور استنفر كل جهوده لتنظيم حركة السير، إلا أن إغلاق بعض الأنفاق والطرقات أدى إلى حدوث اختناقات في كثير من المواقع من جراء تجمع المياه. في المقابل، أشار مدير إدارة الطرق والنقل في المدينةالمنورة المهندس زهير كاتب أن حركة السير في الدائري الثاني تسير بشكل جيد، والمقاولون يعملون مع بداية هطول الأمطار على تصريف المياه عبر القنوات الخاصة في الأنفاق، وأن وجود تجمعات للمياه لا يعني إغلاق الأنفاق والطرقات حيث إن كميات الأمطار التي هطلت كانت كثيفة، نافيا إغلاق طريق خيبر من جراء الأمطار، لافتا إلى أن دخول المياه إلى الطريق لا يعني وجود انهيارات على الطريق أو إغلاقه.